من المعلوم أن الأثريدل على المسير ، وأن دمع العينيدل على ما في القلب من تأثير ، وكل قلب يُعبر عن ما فيه ، فمن الناس من يبكي على ضياع ماله ، ومنهم من يبكي على فقدان صحته ، ومنهم من يبكي على غدر صاحبه ، ومنهم من يبكي على ذنبه، ومنهم من يبكي من كلام ربه.
يقول الله تعالى :( إذا تتلى عليهم ءاياتُ الرحمنِ خروا سُجدًا وبُكيًا ) ، ويقول سبحانه :( ويخرون للأذقان يبكون ) ، وهذا مدح للبكّائين الذين رقت قلوبهم، واقشعرت جلودهم ، وخشعت جوارحهم لكلام بارئهم .
إنّ رقة القلوب والتعبير عنها بالبكاء عند تلاوة كتاب اللهأو سماعهلهو من النعم العظيمة التي منّ الله بها على كثير من عباده المخلصين الوجلين ، الذين يرجون وعده ويخافون وعيده ، وكم من قارئ للقرآن تغيَّر مجرى حياته وانقلب من غفلة إلى يقظة ومن ضلال إلى هداية بسبب آية سمعها أو قرأها فبكى عندها ففتحت أقفال قلبه، واخترقت فؤاده ، فاستقامت بها حياته.
قال نبينا عليه الصلاة والسلام :( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ..) -أخرجه الترمذي- ،
وقال قتادة (رحمه الله) :" كان العلاء بن زياد إذا أراد أن يقرأ القرآن ليعظ الناس بكى وإذا أوصى أجهش في البكاء" ،
وقال الإمام النووي (رحمه الله) :"البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين".
0 التعليقات :
إرسال تعليق