ملخص تفسير السعدي
الآيات ١٢٢ - ١٣١



وأنه لا نفع من أحد في ذلك اليوم وإنما النفع بالعمل الذي قدمه الإنسان، ولاشفاعة إلا بإذن الله ولافداء ولا قبول لعمل نزع منه الإخلاص .



فأتم ما ابتلاه الله به,وأكمله ووفاهافشكر الله له ذلك,ولم يزل الله شكورا فقال:









يحتمل أن يكون المراد بذلك, المقام المعروف الذي قد جعل الآن, مقابل باب الكعبة،
وأن المراد بهذا, ركعتا الطواف, يستحب أن تكونا خلف مقام إبراهيم, وعليه جمهور المفسرين،
{ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } أي: أوحينا إليهما, وأمرناهما بتطهير بيت الله من الشرك, والكفر والمعاصي, ومن الرجس والنجاسات والأقذار,ليكون { لِلطَّائِفِينَ } فيه{ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُجُود}




ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء للمؤمنين, تأدبا مع الله, إذ كان دعاؤه الأول, فيه الإطلاق فجاء الجواب فيه مقيدا بغير الظالم.

{ ثُمَّ أَضْطَرُّهُ } أي: الجئه وأخرجه مكرها { إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }

واستمرارهما على هذا العمل العظيم،
وكيف كانت حالهما من (الخوف والرجاء),حتى إنهما مع هذا العمل :
دعوا الله أن يتقبل منهما عملهم.
ودعوا لأنفسهما, وذريتهما بالإسلام,
الذي حقيقته, خضوع القلب, وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح.
{ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا } أي: علمناها على وجه الإراءة والمشاهدة, ليكون أبلغ.
{ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ } أي: في ذريتنا
{ رَسُولًا مِنْهُمْ } ليكون أرفع لدرجتهما, ولينقادوا له, وليعرفوه حقيقة المعرفة.
{ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } لفظا, وحفظا, وتحفيظا
{ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } معنى.{ وَيُزَكِّيهِمْ } بالتربية على الأعمال الصالحة
والتبري من الأعمال الردية, التي لا تزكي النفوس معها.
{ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ } أي: القاهر لكل شيء, الذي لا يمتنع على قوته شيء.
{ الْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها،
فاستجاب الله لهما, فبعث الله هذا الرسول الكريم,الذي رحم الله به ذريتهما خاصة
وسائر الخلق عامة،



أي: اخترناه ووفقناه للأعمال, التي صار بها من المصطفين الأخيار.


{ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } إخلاصا وتوحيدا, ومحبة, وإنابة فكان التوحيد لله نعته.
0 التعليقات :
إرسال تعليق