





مقاطع حسب ارتباط المعنى 



(مثلهم)المطابق لما كانوا عليه (كمثل الذي استوقد نارا)، أي: كان في ظلمة عظيمة, وحاجة إلى النار
شديدة فاستوقدها من غيره, ولم تكن عنده معدة, بل هي خارجة عنه،

فلما أضاءت النار ما حوله, ونظر المحل الذي هو فيه, وما فيه من المخاوف وأمنها, وانتفع بتلك النار, وقرت بها عينه, وظن أنه قادر عليها, فبينما هو كذلك,










فكذلك هؤلاء المنافقون, استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين, ولم تكن صفة لهم, فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم, وسلمت أموالهم, وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت, فسلبهم الانتفاع بذلك النور, وحصل لهم كل هم وغم وعذاب, وحصل لهم ظلمة القبر, وظلمة الكفر, وظلمة النفاق, وظلم المعاصي على اختلاف أنواعها, وبعد ذلك ظلمة النار [وبئس القرار].
فلهذا قال تعالى [عنهم]:



















فهكذا حال المنافقين, إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده, جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده, فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم, ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد, ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت, فهذا تمكن له السلامة. وأما المنافقون فأنى لهم السلامة, وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه, بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء.
ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي, ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } أي: الحسية،
ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم،
{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.


{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }




قال تعالى:(ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم )
نداء من الله سبحانه للبشر
شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة
ونداء منه سبحانه للبشر بعبادته ووحدانيته وهو القدير عليهم فقال سبحانه ياأيها الناس نداء للفريقين جميعاً الكفار والمنافقين بأن يوحدوه لأنه الخالق ولا يشركوا معه أحد .
في الصحيحين عن ابن مسعود قال قلت يارسول الله: أي الذنب أعظم قال
(أن تجعل لله نداً وهو خالقك).


فإن كان الأمر كما تقولون, فأتوا بسورة من مثله, فإن جئتم بسورة من مثله, فهو كما زعمتم, وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز, ولن تأتوا بسورة من مثله، فهذه آية كبرى, ودليل واضح على صدقه وصدق ما جاء به, فعليكم اتباعه,






وهنا كانت أعظم بشارة على يد أعظم الخلق
بشر يامحمد المؤمنين الذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة.ووصف أعمال الخير بالصالحات, لأن بها تصلح أحوال العبد, وأمور دينه ودنياه, وحياته الدنيوية والأخروية,
الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته











لاشتمال الأمثال على الحكمة, وإيضاح الحق, والله لا يستحيي من الحق، وكأن في هذا, جوابا لمن طعن في القرآن من حيث أنه مشتمل على الحيوانات الحقيرة، واعترض على الله في ذلك. فليس في ذلك محل اعتراض. بل هو من تعليم الله لعباده ورحمته بهم.




فيزداد المؤمن إيماناً لتصديقه .
ويزداد الفاسق ضلال بكفره وسخريته .

والفاسق يشمل الكافر والعاصي ولكن فسق الكافر أشد وأفحش والمراد من الآية الفاسق الكافر والله أعلم
0 التعليقات :
إرسال تعليق