الجمعة، 31 أكتوبر 2014

توجيه هام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 توجيه هامّ 
أخواتي الفاضلات ..
   كُلُّنا يعلمُ أهمّيةَ العلمِ النّظريّ الذي يقدّمهُ لنا برنامجُ الإتقان وكتبُ التّجويد .... لكن هل الإلمام بهذا العلمِ وفهمهِ يؤدّي لتلاوةٍ متقنةٍ منضبطةٍ ؟؟؟
الجواب :
لا ...... العلمُ النّظريُّ يساعدُ ويعين ُ في الوصولِ إلى قراءةٍ مُتقنةٍ ..... لكن لابدَّ من  القراءة على أُستاذةٍ متقنةٍ مُشافَهةً ... فإن لم يتيسّرْ لكِ ذلكَ فلابدَّ من الاستماعِ بتركيزٍ وهدوءٍ وعنْ قُربٍ للقارئِ المتقنِ المتميّزِ وصرف الوقت الكافي لذلك بإعادة الصفحات والترداد خلفَ القارئ ومحاولة تقليده ( فإذا قرأنـٰهُ فاتّبع قرءانه) وهذا مجرّبٌ ويأتي بنتيجةٍ إيجابيّةٍ أكثرَ ممّا تتوقّعنَ بكثير ..... وقد أتمّ الله علينا نعمةَ توفّرِ ختمةٍ كاملةٍ للعلّامةِ شيخِنا الدكتور أيمن سويد حفظه الله تعالى ..... فاحرصي أخيّتي على كثرةِ سماعِ الآياتِ التي تدرسينها بتركيزٍ وهدوءٍ وصوتٍ قويٍّ يدخلُ أذنيكِ فيخزّن لديك مخرجَ الحرفِ وصفاته ومايترتّب من أصوات الغنن والأحكام ويصبح من السهل تقليده وبالتالي إتقانه ......سهم أسود لأسفل
المصحف المعلم الصوتي لفضيلة الشيخ د.أيمن رشدي سويد رئيس المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم

السبت، 25 أكتوبر 2014

تفسير سورة آل عمران 1



{ الۤمۤ * ٱللهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ *
نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } *


شرح الكلمات للجزائري
الآيات من  ١  ٤

 { آلم }: تقدم الكلام على مثله من سورة البقرة فليرجع إليه هناك.

{ الله }: المعبود بحق.

{ لا إله إلا هو }: لا معبود بحق سواه.

{ الحيّ }: ذو الحياة المستلزمة للارادة والعلم والسمع والبصر والقدرة.

{ القيّوم }: القيِّم على كل مخلوقاته بالتربية والرعاية والحفظ.

{ الكتاب }: القرآن.

{ بالحق }: متلبِّساً به إذا كل ما فيه حق وصدق لا باطل فيه بأي وجه من الوجوه.

{ مصدقاً لما بين يديه }: من الكتب السابقة لا يخالفها ولا يبطلها لأن مصدر الجميع واحد وهو الله.

{ التوراة }: كتاب موسى عليه السلام
ومعناه بالعبرية الشريعة.

{ الإنجيل }: كتاب عيسى عليه السلام
ومعناه باليونانية: التعليم الجديد.

{ الفرقان }: ما فرق الله بين الحق والباطل من الحجج القرآنية والمعجزات الإِليهة والعقول النيّرة البشرية التي لم يغلب عليها التقليد والجمود والهوى.

ايسر التفاسير للجزائري
الآيات ١ - ٢ - ٣ - ٤

سبب نزول الآيات 
من ١ - مابعد ٨٠ 
أخرج ابن جرير الطبري بأسانيد صحيحة
أن وفد نجران والمكون من ستين راكبا فيهم أشرافهم وأهل الحلِّ والعَقْد منهم،
وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاجّون في أمر المسيح عليه السلام ويريدون أن يثبتوا الهيّته بالادعاء الباطل.
فأنزل الله تعالى نيِّفاً وثمانين آية من فاتحة السورة آلم إلى ما يقرب الثمانين.
وذلك رداً لباطلهم، وإقامة للحجة عليهم،
وسيلاحظ هذا المتدبر للآيات ويراه واضحاً جليّاً في السياق القرآنى في هذه الآيات.

فقد قال تعالى آلم، الله لا إله إلا هو
فأخبر أنه تعالى لا معبود بحق إلا هو، فأبطل عبادة المسيح عليه السلام وعبادة كل معبود سوى الله تعالى من سائر المعبودات،
 وقال الحيّ القيوم
فذكر بها أن استحقاقه للعبادة دون غيره
وهو كونه تعالى حيّاً أزلاً وأبداً وكل حيّ غيره مسبوق بالعدم ويلحقه الفناء،
 فلذا لا يستحق الألوهية إلا هو عز وجل والمسيح عليه السلام مسبوق بالعدم ويلحقه الفناء فكيف يكون إلهاً؟
وقال تعالى القيوم أى القائم على كل الخلق بالتربية والرعاية والحفظ والتدبير والرزق،
وما عداه فليس له ذلك بل هو مربوب مرزوق فكيف يكون إلهاً مع الله؟
 ودليل ذلك أنه نزل عليك الكتاب:
القرآن بالحق مصحوباً به ليس فيه من الباطل شيء فآياته كلها مثبتة للألوهية لله نافية لها عما سواه،
 فكيف يكون المسيح إلهاً مع الله أو يكون هو الله، أو ابن الله كما يزعم نصارى نجران وغيرهم من نصارى اليونان والرومان وغيرهم
نزله مصدقا لما بين يديه من الكتب التى سبقته لا يخالفها ولا يتناقض معها
فدل ذلك أنه وحى الله، وأنزل من قبله التوراة والإِنجيل هدىً للناس وأنزل الفرقان ففرق به بين الحق والباطل  كل ما يلبس أمره على الناس
فتبين أن الرب الخالق الرازق المدبر للحياة المحييى المميت الحى الذى لا يموت هو الإِله الحق وما عداه مربوب مخلوق لا حق له في الألوهية والعبادة وإن شفى مريضاً أو أنطق أبكم أو أحيا ميتاً بإذن الله تعالى فإن ذلك لا يؤهله لأن يكون إلهاً مع الله
 كعيسى بن مريم عليه السلام فإن ما فعله من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء بعض الموتى كان بقدرة الله وإذنه بذلك لعيسى وإلا لما قدر على شيء من ذلك شأنه شأن كل عباد الله تعالى،
ولما رد الوفد ما حاجهم به الرسول وأقام به الحجة عليهم تأكذ بذلك كفرهم فتوعدهم الرب تعالى بقوله: { إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد، والله عزيز ذو انتقام }
 وهذا وعيد شديد لكل من كذب بآيات الله وجحد بالحق الذى تحمَّله من توحيد الله تعالى ووجوب طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم،

هداية الآيات للجزائري
الآيات من  ١  ٤

- تقرير ألوهية الله تعالى بالبراهين ونفي الألوهية عن غيره من سائر خلقه.

- ثبوت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإنزال الله تعالى الكتاب عليه.

- إقامة الله تعالى الحجة على عباده بإنزال كتبه والفرقان فيها ببيان الحق والباطل في كل شؤون الحياة.

سورة آل عمرآن 
بسم الله نبدأ
تفسير السعدي
الآيتين ١ - ٢ - ٣ - ٤

افتتحها تبارك وتعالى بالإخبار بألوهيته،
وأنه الإله الذي لا إله إلا هو
الذي لا ينبغي التأله والتعبد إلا لوجهه،
 فكل معبود سواه فهو باطل،
 والله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية
 فـ الــــــحــــي :
من له الحياة العظيمة الكاملة المستلزمة لجميع الصفات التي لا تتم ولا تكمل الحياة إلا بها كالسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والبقاء والدوام والعز الذي لا يرام
{ القـــــيـــوم } :
الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته،
وقام بغيره فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد والإمداد،
فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم،
تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح.

((الــــــحــــي القـــــيـــوم ))
 ومن قيامه تعالى بعباده ورحمته بهم أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب، الذي هو أجل الكتب وأعظمها
 المشتمل على الحق في إخباره وأوامره ونواهيه،
علامة اختيار عريضة فما أخبر به صدق،
وما حكم به فهو العدل،
وأنزله بالحق ليقوم الخلق بعبادة ربهم ويتعلموا كتابه
{ مصدقا لما بين يديه } من الكتب السابقة، فهو المزكي لها،
فما شهد له فهو المقبول علامة اختيار عريضة
وما رده فهو المردود 
وهو المطابق لها في جميع المطالب التي اتفق عليها المرسلون، وهي شاهدة له بالصدق، فأهل الكتاب لا يمكنهم التصديق بكتبهم إن لم يؤمنوا به، فإن كفرهم به ينقض إيمانهم بكتبهم،
ثم قال تعالى { وأنزل التوراة } أي: على موسى { والإنجيل } على عيسى.
{ من قبل } إنزال القرآن { هدى للناس }
الظاهر أن هذا راجع لكل ما تقدم،
أي: أنزل الله القرآن والتوراة والإنجيل هدى للناس من الضلال،
فمن قبِل هدى الله فهو المهتدي،
 ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله
{ وأنزل الفرقان } أي: الحجج والبينات والبراهين القاطعات الدالة على جميع المقاصد والمطالب،
 وكذلك فصل وفسر ما يحتاج إليه الخلق حتى بقيت الأحكام جلية ظاهرة، فلم يبق لأحد عذر ولا حجة لمن لم يؤمن به وبآياته،
 فلهذا قال { إن الذين كفروا بآيات الله }
أي: بعد ما بينها ووضحها وأزاح العلل { لهم عذاب شديد } لا يقدر قدره ولا يدرك وصفه
{ والله عزيز } أي: قوي لا يعجزه شيء
 { ذو انتقام } ممن عصاه.

سورة آل عمران 
أبرز موضوعات السورة

تنوعت موضوعات السورة
وكلها توضح وتبين هدف السورة العام .
ومن هذه الموضوعات :
القرآن الكريم ، وإنزاله  ونوعى آياته  وموقف الناس منه.
وذلك بيان لوحدانية الله وتمام ملكه وقيوميته.
{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ..... )

الحياة الدنيا زينة للناس ،
وأن الآخرة خير لمن كانت تقياً.
يقول تعالى : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ..... )
( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات ....)

الدين المقبول عند الله هو الاسلام . والعقاب لمن يكفر به .
يقول تعالى :{ إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب }

بيان اعمال الكافرين، وصدهم حين يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ،والعذاب المعد لهم.

تبيان لأهل الإيمان الطريقة التى يقابلون بها مواقف الكافرين ، فيرتقون بها إلى مقامات المتقين .
ويكون الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تعليماً لأمته مثل قوله تعالى :
{ قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير }
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }
{ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين }.

تصحيح مفاهيم أهل الكتاب عن زكريا ومريم وعيسى عليهم السلام .
  
الحوار مع أهل الكتاب .
ويبدأ هذا الحوار الشامل بقوله تعالى { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ... }  .
وينتهى بندائين لأهل الكتاب :
يزجرهم فيهابالكفر بآيات الله
وبصدهم عن سبيل الله وابتغائهم العوج .
{ قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ، قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من ءامن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون }

النهى عن طاعة  أهل الكتاب
لأنهم يريدون ردّ المسلمين عن دينهم ،
والأمر بتقوى الله ، والإعتصام بحبل الله المتين
و النهى عن : طاعة الكافرين عامة وعن اتخاذهم بطانة أومستشارين .

النهى عن مخالفة أوامر الله بأكل الربا والحث على طاعة الله ورسوله .

النهى عن الوهن  والحزن والخوف الضعف .

الحديث عن غزوتى بدر وأحد ،
لنقل العبرة والعظة  .

  تصحيح التصورات والمفاهيم الخاطئة التى كانت شائعة فى صدر الدعوة ،
عن المقتول فى سبيل الله { ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين...)
وتصحيح نظرة البخلاء { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شرٌ لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامه ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير }
والمتخلفين عن الغزو فى سبيل الله،
والذين يكتمون ـ من أهل الكتاب ـ ما أنزل الله من الحق ويخبرون بغيره .

تهديد اليهود، وتكذيبهم.
{ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء

التذكير بطرق التعبد المؤمنين .
{ إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار }

النهى عن الاغترار بتمكن الكافرين
  من البلاد .
يقول تعالى {لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد }.

الأمر بالصبر ، والمصابرة ، وتقوى الله تعالى طلباً للفلاح .
(يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)..
.

الآيات. ....4-1
استهلاك بالوحدانية
توحيد الألوهية

{ إِنَّ ٱللهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } *
{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

ايسر التفاسير للجزائري
الآيتين ٥ - ٦ 

وقال تعالى: { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء }
فلو كان هناك من يستحق الألوهية معه لعلمه وأخبر عنه، كما قرر بهذه الجملة أن عزته تعالى لا ترام وأنه على الانتقام من أهل الكفر به لقدير.
وذكر دليلاً آخر على بطلان ألوهية المسيح 
فقال: { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء }
وعيسى عليه السلام قد صُوِّر في رحم مريم فهو قطعاً ممن صور الله تعالى فكيف يكون إذاً إلهاً مع الله أو إبناً لله كما يزعم النصارى؟
وهنا قرر الحقيقة فقال:
{ لا إله لا هو العزيز الحكيم }
العزّة التى لا ترام
والحكمة التى لا تخطىء 
هما مقتضيات أولهيته الحقة التى لا يجادل فيها إلا مكابر ولا يجاحد فيها إلا معاند كوفد نصارى نجران ومَنْ على شاكلتهم من أهل الكفر والعناد.

هداية الآيات للجزائري
الآيات من  ٥ - ٦

- بطلان ألوهية المسيح لأنه مخلوق مصور في الأرحام كغيره صوره الله تعالى ما شاء فكيف يكون بعد ذلك إلها مع الله أو ابناً له 
تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

شرح الكلمات للجزائري 
الآيات من  ٥ - ٦

{ يصوركم في الأرحام }: التصوير إيجاد الصورة للشيء لم تكن له من قبل،
 والأرحام جمع رحم: مستودع الجنين.

تفسير السعدي
الآيتين ٥ - ٦

 { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء }
 وهذا فيه تقرير إحاطة علمه بالمعلومات كلها، جليها وخفيها، ظاهرها وباطنها،
 ومن جملة ذلك الأجنة في البطون التي لا يدركها بصر المخلوقين، ولا ينالها علمهم، وهو تعالى يدبرها بألطف تدبير، ويقدرها بكل تقدير،
 فلهذا قال { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء }
من كامل الخلق وناقصه، وحسن وقبيح، وذكر وأنثى 
{ لا إله إلا هو العزيز الحكيم }
تضمنت هذه الآيات :
تقرير إلهية الله وتعينها،
 وإبطال إلهية ما سواه،
وفي ضمن ذلك رد على النصارى الذين يزعمون إلهية عيسى ابن مريم عليه السلام، 
وتضمنت إثبات حياته الكاملة وقيوميته التامة، المتضمنتين جميع الصفات المقدسة كما تقدم، 
وإثبات الشرائع الكبار، وأنها رحمة وهداية للناس،
وتقسيم الناس إلى مهتد وغيره،
وعقوبة من لم يهتد بها،
وتقرير سعة علم الباري ونفوذ مشيئته وحكمته.
الايات 5-6



هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ  ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
الأربعاء : الآية ٧
القرآن العظيم كله محكم
وكله متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى

شرح الكلمات للجزائري
الآية الكريمة  ٧ 

{ محكمات }: الظاهر الدلالة البيّنة المعنى التي لا تحتمل إلا معنى واحداً، وذلك كآيات الأحكام من حلال وحرام وحدود، وعبادات، وعبر وعظات.

{ متشابهات }: غير ظاهرة الدلالة محتملة لمعان يصعب على غير الراسخين في العلم القول فيها وهي كفواتح السور، وكأمور الغيب. ومثل قول الله تعالى في عيسى عليه السلام:
{ .... وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.. }
وكقوله تعالى:
{ ..إن الحكم إلا الله،.. }

{ في قلوبهم زيغ }: الزيغ: الميل عن الحق بسبب شبهة أو شهوة أو فتنة.

{ ابتغاء الفتنة }: أي طلباً لفتنة المؤمنين في دينهم ومعتقداتهم.

{ ابتغاء تأويله }: طالباً لتأوليه ليوافق معتقداتهم الفاسدة.

{ وما يعلم تأويله إلا الله }: وما يعلم ما يؤول إليه أمر المتشابه إلا الله منزله.

{ الراسخون في العلم }: هم أهل العلم اليقيني في نفوسهم الذين رسخت أقدامهم في معرفة الحق فلا يزلّون ولا يَشْتَطّون في شبهة أو باطل.

{ كلٌّ من عند ربنا }: أي المحكم والمتشابه فنؤمن به جميعاً.

{ أولو الألباب }: أصحاب العقول الراجحة والفهوم السليمة.

 ايسر التفاسير للجزائري
الآية الكريمة  ٧ 

ما زال تعالى يقرر ربوبيته وألوهيته ونبوّة رسوله ويبطل دعوى نصارى نجران في ألوهية المسيح عليه السلام
 فيقول: هو أي الله الحي القيوم الذي أنزل عليك الكتاب، أي القرآن، منه آيات محكمات، لا نسخ فيها ولا خفاء في معناها ولا غموض في دلالتها على ما نزلت فيه وهذه معظم آي الكتاب وهي أمّه وأصله،
ومنه آيات أخر متشابهات وهي قليلة
والحكمة من إنزالها كذلك:
 الامتحان والاختبار كالامتحان بالحلال والحرام، وبأمور الغيب ليثبت على الهداية والإِيمان من شاء الله هدايته،
ويزيغ في إيمانه ويضل عن سبيله من شاء الله تعالى ضلاله وعدم هدايته.
فقال تعالى: { فأمَّا الذين في قلوبهم زَيْغ.. } أي ميل عن الحق { فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }
للخروج به عن طريق الحق وهداية الخلق كما فعل النصارى حيث ادعوا أن الله ثالث ثلاثة لأنه يقول نخلق ونحيي، ونميت وهذا كلام جماعة فأكثر، وكما قالوا في قوله تعالى في شأن عيسى:
{ .. وروح منه.. }
أنه جزء منه متحد به وكما قال الخوارج في قوله تعالى
{ .. إن الحكم إلا الله.. }
 فلا يجوز لأحد أن يحكم في شيء
((وكفروا عليّا وخرجوا عنه لتحكيمه أبا موسى الأشعري في حقيقة الخلاف بين علي ومعاوية))
وهكذا يقع الزيغ في الضلال حيث يتبعون المتشابه ولا يردونه إلى المحكم فيظهر لهم معناه ويفهمون مراد الله تعالى منه.
وأخبر تعالى أنه لا يعلم تأويله إلا هو سبحانه وتعالى.
 وأن الراسخين في العلم يُفَوِّضُون أمره إلى الله منزله فيقولون: {.. آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب } ،

 أيسر التفاسير للجزائري 
  هداية الآية ( ٧ )

- في كتاب الله المحكم والمتشابه، فالمحكم يجب الإِيمان به والعمل بمقتضاه، والمتشابه يجب الإِيمان به ويفوض أمر تأويله إلى الله منزله ويقال: {.. آمنا به كلّ من عن ربّنا.. }.

 - أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه يجب هجرانهم والإِعراض عنهم لأنهم مبتدعة وأهل أهوء.

تفسير السعدي
الآية الكريمة ( ٧ )

القرآن العظيم كله محكم 
كما قال تعالى { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير }
فهو مشتمل على غاية الإتقان والإحكام والعدل والإحسان { ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون }
وكله متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى
وأما الإحكام والتشابه المذكور في هذه الآية فإن القرآن كما ذكره الله :
{ منه آيات محكمات } أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكال
 { هن أم الكتاب } أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره،
 { و } منه آيات { أخر متشابهات } أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان:
لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها، فالحاصل أن منها آيات بينة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها، ومنه آيات تشكل على بعض الناس،
 فالواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريق يصدق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة،
 ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين
 { فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي: ميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد { فيتبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه
{ ابتغاء الفتنة } لمن يدعونهم لقولهم، فإن المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، وإلا فالمحكم الصريح ليس محلا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصده اتباعه،
وقــــــــف أو وصل وعطف 
وقوله { وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله } للمفسرين في الوقوف على { الله } من قوله { وما يعلم تأويله إلا الله }
قولان:
جمهورهم يقفون عندها،
وبعضهم يعطف عليها { والراسخون في العلم } وذلك كله محتمل،
فإن التأويل إن أريد به علم حقيقة الشيء وكنهه كان الصواب الوقوف على { إلا الله } لأن المتشابه الذي استأثر الله بعلم كنهه وحقيقته، نحو حقائق صفات الله وكيفيتها، وحقائق أوصاف ما يكون في اليوم الآخر ونحو ذلك، فهذه لا يعلمها إلا الله،
حُــــكــــم 
ولا يجوز التعرض للوقوف عليها،
 لأنه تعرض لما لا يمكن معرفته،
مثال : كما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله { الرحمن على العرش [استوى ] } فقال السائل: كيف استوى؟ فقال مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،
 فهكذا يقال في سائر الصفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك،
{ تلك الصفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة}
وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حد لنا،
 فأهل الزيغ يتبعون هذه الأمور المشتبهات تعرضا لما لا يعني، وتكلفا لما لا سبيل لهم إلى علمه، لأنه لا يعلمها إلا الله،
 وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون، وإن أريد بالتأويل التفسير والكشف والإيضاح، كان الصواب عطف {الراسخون } على { الله } فيكون الله قد أخبر أن تفسير المتشابه ورده إلى المحكم وإزالة ما فيه من الشبهة لا يعلمها إلا هو تعالى والراسخون في العلم يعلمون أيضا، فيؤمنون بها ويردونها للمحكم ويقولون { كل } من المحكم والمتشابه { من عند ربنا } وما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متفق يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض وفيه تنبيه على الأصل الكبير، وهو أنهم إذا علموا أن جميعه من عند الله، وأشكل عليهم مجمل المتشابه، علموا يقينا أنه مردود إلى المحكم، وإن لم يفهموا وجه ذلك.
ولما رغب تعالى في التسليم والإيمان بأحكامه وزجر عن اتباع المتشابه قال
{ وما يذكر } أي: يتعظ بمواعظ الله ويقبل نصحه وتعليمه
إلا { أولوا الألباب } أي: أهل العقول الرزينة لب العالم وخلاصة بني آدم يصل التذكير إلى عقولهم،
فيتذكرون ما ينفعهم فيفعلونه،
 وما يضرهم فيتركونه،
وأما من عداهم فهم القشور الذي لا حاصل له ولا نتيجة تحته، لا ينفعهم الزجر والتذكير لخلوهم من العقول النافعة.

[كنهه:جأت هنا بمعنى جوهره ]

"المحكم والمتشابه في القرآن - صالح المغامسي"

على YouTube - https://www.youtube.com/watch?v=yXF9Roqr5TU&feature=youtube_gdata_player

نجوم تدور (رمز للدوار)فوائد من الآية :

جعل الله بعض القرآن محكما ليكون أصلا للرجوع إليه.وجعل بعضه متشابها يحتاج إلى الاستنباط وإعمال العقل و رده إلى المحكم.

القرآن كله محكم بمعنى أنه متقن غاية الاتقان.وهو كذلك متماثل ومتشابه بمعنى أنه يصدق بعضه بعضا.

القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وإعجازه ظاهر في محكمه ومتشابهه.
المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يؤمنون به كما جاء و يكلون علمه إلى الله.

الراسخون في العلم يعلمون تفسير المتشابه من القرآن. فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( أنا من الراسخون في العلم، الذين يعلمون تأويله ).
ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم:
" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ".

من فوائد المتشابه في القرآن الكريم:

نبتةيجب أن يرد كل متشابه لأصله  [المحكم] ليفهم معناه.

نبتةإثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد.

نبتةالحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله سبحانه.

نبتةابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في تأويلها بما لا تحتمله من وجوه التأويل وتسليم الأمر فيها إلى الله تعالى.
الآية.......   ٧ 
القرآن العظيم كله محكم
وكله متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى




(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن  لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
( ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن    الله لا يخلف الميعاد )
الخميس : الآيتين  ٨ - ٩
الدعاء بالثبات في الكتاب والسنة

 شرح الكلمات للجزائري 
الآيات ٨ - ٩  

{ ربنا لا تزغ قلوبنا }: أي لا تُمل قلوبنا عن الحق بعدما هديتنا إليه وعرّفتنا به فعرفناه.

{ هب لنا من لدنك }: أعطنا من عندك رحمة.


أيسر التفاسير للجزائري 
من هداية الآيات ( ٨ - ٩ )

الراسخون في العلم يسألون ربهم الثبات على الحق فيقولون:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة.. }
 ترحمنا بها في دنيانا وأخرانا إنك أنت وحدك الوهاب،
لا إله غيرك ولا ربّ سواك،
ويقررون مبدأ المعاد والدار الآخرة فيقولون سائلين ضارعين { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }
لمحاسبتهم ومجازاتهم على أعمالهم فاغفر لنا وارحمنا يؤمئذ حيث آمنا بك وبرسولك وبكتابك محكم آية ومتشابهه، إنك لا تخلف الميعاد.

هداية ايسر التفاسير للجزائري
الآيات ٨ - ٩  

- استحباب الدعاء بطلب النجاة عن ظهور الزَّيغ ورؤية الفتن والضلال.

- تقرير مبدأ المعاد والدار الآخرة.

تفسير السعدي
الآيات ٨ - ٩ 
أخبر تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يدعون ويقولون
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }
أي: لا تملها عن الحق جهلا وعنادا منا،
بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبتنا على هدايتك وعافنا مما ابتليت به الزائغين
 { وهب لنا من لدنك رحمة }
أي: عظيمة توفقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات { إنك أنت الوهاب }
أي: واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عم جودك جميع البريات.
{ ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إنك لا تخلف الميعاد } فمجازيهم بأعمالهم حسنها وسيئها،
 وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد:
-  العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه،
- الرسوخ في العلم وهذا قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالما محققا، وعارفا مدققا، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علما وحالا وعملا،
-  أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله { يقولون آمنا به كل من عند ربنا }
-  أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون،
-  اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }
-  أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب،
-  أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل

الآيات. .......9-8
الدعاء بالثبات فى الكتاب و السنة

سورة آل عمرآن 
بسم الله نبدأ
ملخص تفسير السعدي
الآيات من  ١ - ٩ 

افتتحها تبارك وتعالى بالإخبار بألوهيته، 
وأنه الإله الذي لا إله إلا هو
الذي لا ينبغي التأله والتعبد إلا لوجهه،
 فكل معبود سواه فهو باطل،
 والله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية
 فـ الــــــحــــي :
من له الحياة العظيمة الكاملة 
{ القـــــيـــوم } :
الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته، 
وقام بغيره فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد والإمداد،
فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم،
تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح.

((الــــــحــــي القـــــيـــوم ))
 ومن قيامه تعالى بعباده ورحمته بهم أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب، الذي هو أجل الكتب وأعظمها
{ مصدقا لما بين يديه } من الكتب السابقة، فهو المزكي لها،
فما شهد له فهو المقبول علامة اختيار عريضة
وما رده فهو المردود 
 { وأنزل التوراة } على موسى { والإنجيل } على عيسى.
إنزال القرآن { هدى للناس } 
الظاهر أن هذا راجع لكل ما تقدم،
أي: أنزل الله القرآن والتوراة والإنجيل هدى للناس من الضلال،
فمن قبِل هدى الله فهو المهتدي،
 ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله
{ وأنزل الفرقان } أي: الحجج والبينات والبراهين القاطعات الدالة على جميع المقاصد والمطالب،
 { إن الذين كفروا بآيات الله }
أي: بعد ما بينها ووضحها وأزاح العلل { لهم عذاب شديد } لا يقدر قدره ولا يدرك وصفه
{ والله عزيز } أي: قوي لا يعجزه شيء
 { ذو انتقام } ممن عصاه.
 { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء }
 وهذا فيه تقرير إحاطة علمه بالمعلومات كلها، جليها وخفيها، ظاهرها وباطنها،
 ومن جملة ذلك الأجنة في البطون التي لا يدركها بصر المخلوقين، ولا ينالها علمهم، وهو تعالى يدبرها بألطف تدبير، ويقدرها بكل تقدير،
 من كامل الخلق وناقصه، وحسن وقبيح، وذكر وأنثى 
{ لا إله إلا هو العزيز الحكيم }
تضمنت هذه الآيات :
تقرير إلهية الله وتعينها،
 وإبطال إلهية ما سواه.
القرآن العظيم كله محكم 
وأما الإحكام والتشابه المذكور في هذه الآية فإن القرآن كما ذكره الله :
{ منه آيات محكمات } أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكال
 { هن أم الكتاب } أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره،
 { و } منه آيات { أخر متشابهات } أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان:
لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها، فالحاصل أن منها آيات بينة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها، ومنه آيات تشكل على بعض الناس،
 فالواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريق يصدق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة،
 ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين
 { فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي: ميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد { فيتبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه{ ابتغاء الفتنة } 
 فأهل الزيغ يتبعون هذه الأمور المشتبهات تعرضا لما لا يعني، وتكلفا لما لا سبيل لهم إلى علمه، لأنه لا يعلمها إلا الله،
 وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون، 
ويقولون { كل } من المحكم والمتشابه { من عند ربنا } وما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متفق يصدق بعضه بعضا .
ولما رغب تعالى في التسليم والإيمان بأحكامه وزجر عن اتباع المتشابه قال
{ وما يذكر } أي: يتعظ بمواعظ الله ويقبل نصحه وتعليمه
إلا أهل العقول الرزينة لب العالم وخلاصة بني آدم يصل التذكير إلى عقولهم،
فيتذكرون ما ينفعهم فيفعلونه،
 وما يضرهم فيتركونه،
وأما من عداهم فهم القشور الذي لا حاصل له ولا نتيجة تحته، لا ينفعهم الزجر والتذكير لخلوهم من العقول النافعة.
أخبر تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يدعون ويقولون
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }
أي: لا تملها عن الحق جهلا وعنادا منا،
بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبتنا على هدايتك وعافنا مما ابتليت به الزائغين
 { وهب لنا من لدنك رحمة }
أي: عظيمة توفقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات { إنك أنت الوهاب }
أي: واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عم جودك جميع البريات.
{ ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إنك لا تخلف الميعاد } فمجازيهم بأعمالهم حسنها وسيئها،



وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد: 
-  العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه،
- الرسوخ في العلم 
-  الإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه.
-  أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون،
-  اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية 
-  أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب،
-  أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه.

 بسم الله الرحمن الرحيم

س ١ افتتح الله  تبارك وتعالى سورة آل عمران بالإخبار بألوهيته، وأنه الإله الذي لا إله إلا هو الذي لا ينبغي التأله والتعبد إلا لوجهه،
 فكل معبود سواه فهو باطل،
 والله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية.
وتلتها آية فيها تقرير إلهية الله ..
اذكري الآيات الدالة على ذلك ؟

افتتحت بقوله تعالى :
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
وجاء تقرير إلهية الله وتعينها في قوله تعالى :
{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء
لا إله إلا هو العزيز الحكيم }



س ٢
((من  الموضوعات التي بدأت بهاالسورة 
القرآن الكريم ، وإنزاله  ونوعى آياته  وموقف الناس منه. 
وذلك بيان لوحدانية الله وتمام ملكه وقيوميته ))

أ-  ما أنواع الآيات في القرآن الكريم ؟

{ منه آيات محكمات } أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكال
 هي أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره،
 ومنه آيات متشابهات أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان:
لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها،
فالحاصل أن منها آيات بينة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها،
ومنه آيات تشكل على بعض الناس،
السعدي 

منه آيات محكمات، لا نسخ فيها ولا خفاء في معناها ولا غموض في دلالتها على ما نزلت فيه وهذه معظم آي الكتاب وهي أمّه وأصله،
ومنه آيات أخر متشابهات وهي قليلة 
والحكمة من إنزالها كذلك:
الجزائري 




ب - وضحي أقسام الناس في آيات الله ؟؟

 الذين في قلوبهم زيغ وميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد { فيتبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه
 وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون،
السعدي 

فريق  يقع الزيغ في الضلال حيث يتبعون المتشابه ولا يردونه إلى المحكم فيظهر لهم معناه ويفهمون مراد الله تعالى منه.
 والراسخين في العلم يُفَوِّضُون أمره إلى الله منزله فيقولون: {.. آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب } ،
الجزائري 


س ٣   أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد.    عدديها ثلاث منها ؟؟
 العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه،
- الرسوخ في العلم 
-  الإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه.
-  أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون،
-  اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية 
-  أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب،
-  أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه.



{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ}
الأحد : الآيتين ١٠ - ١١
لا نافع ولا ناصر إلا الله
الكافر من قود النار

مفردات من الجزائري 

{ إن الذين كفروا }: هم وفد نجران ويهود المدينة والمشركون والمنافقون.

{ لن تغني عنهم }: لن تجزي عنهم ولن تقيهم عذاب الله إذا حلّ بهم.

{ وقود النار }: الوقود ما توقد به النار من حطب أو فحم حجري أو غاز.

{ كدأب آل فرعون }: كعادتهم وسنتهم في كفرهم وتكذيبهم وما حل بهم من عذاب في الدنيا والآخرة.


تفسير الجزائري
الآيتين  ١٠- ١١ 

 سبب نزول :
لما أصرَّ وفد نجران على الكفر والتكذيب واتباع المتشابه من آي الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء التأويل من الحق والخروج عنه.
توعّد الرب تعالى جنس الكافرين من نصارى اليهود وعرب وعجم فقال :
{ إن الذين كفروا... } بالحق لما جاءهم وعرفوه معرفة لا لبس فيها ولا غموض ولكن منعهم من قبوله  الحفاظ على المناصب والمنافع هؤلاء جميعهم سيعذبهم الله تعالى في نار جهنم ولن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا،
 اعلم أنهم وقود النار، التي مهدوا لها بكفرهم وبئس المهاد مهدوه لأنفسهم.
ثم اخبر تعالى أنهم في كفرهم وعنادهم حتى يأتيهم العذاب كدأب وعادة آل فرعون والذين من قبلهم من الأمم التي كذبت رسلها كقوم نوح وقوم هود وقوم صالح حتى أخذهم الله بالعذاب في الدنيا بالهلاك والدمار،
في الآخر بعذاب النار وبئس المهاد،
كان ذلك بذنوبهم لا بظلم الله تعالى


هداية الآيات للجزائري 

- الكفر مورِّث لعذاب يوم القيامة والكافر معذَّب قطعاً.

- الأموال والأولاد والرجال والعتاد مهما كثروا لن يغنوا من بأس الله شيئاً إذا أراده بالكافرين في الدنيا والآخرة.

- الذنوب بريد العذاب العاجل والآجل.

- ذم الفخر والتعالي وسوء عاقبتهما.

تفسير السعدي رحمه الله
الايات ١٠ - ١١ 

{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَ‌ٰلُهُمْ وَلَآ أَوْلَـٰدُهُم مِّنَ ٱللهِ شَيْـًۭٔا ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ }
يخبر تعالى أن الكفار به وبرسله، الجاحدين بدينه وكتابه،
قد استحقوا العقاب وشدة العذاب بكفرهم وذنوبهم وأنه لا يغني عنهم مالهم ولا أولادهم شيئا، وإن كانوا في الدنيا يستدفعون بذلك النكبات التي ترد عليهم، ويقولون { نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين }
فيوم القيامة يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون
{ وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن } وليس للأولاد والأموال قدر عند الله،
إنما ينفع العبد إيمانه بالله وأعماله الصالحة،
كما قال تعالى { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون } وأخبر هنا أن الكفار هم وقود النار، أي: حطبها، الملازمون لها دائما أبدا،
 وهذه الحال التي ذكر الله تعالى أنها لا تغني الأموال والأولاد عن الكفار شيئا، سنته الجارية في الأمم السابقة.‏
{كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ}
كما جرى لفرعون ومن قبله ومن بعدهم من الفراعنة العتاة الطغاة أرباب الأموال والجنود لما كذبوا بآيات الله وجحدوا ما جاءت به الرسل وعاندوا،
 خذهم الله بذنوبهم عدلا منه لا ظلما والله شديد العقاب على من أتى بأسباب العقاب وهو الكفر والذنوب على اختلاف أنواعها وتعدد مراتبها


Copyright @ 2013 بالقران نرقى .