ملخص تفسير سورة الفاتحة
السعدي
(بسم الله)
أبتديء بكل اسم لله تعالى
الله هو المألوه المعبود المستحق بإفراده بالعبادة
(الرحمن الرحيم)
اسمان دالان على أنه ذو الرحمة الواسعة ,التي وسعت كل شيء وعمت كل حي
وهي مطلقة للمتقين المتبعين لأنبيائه ومن عداهم فلهم نصيب منها.
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ }
الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين (الفضل والعدل)
فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه.
{ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الرب, هو المربي جميع العالمين
وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه,
وحقيقتها:
تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر.
{ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب}.
(الرحمن الرحيم ) سبق تفسيرها.
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات,
وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق.
وقوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه.
فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و { العبادة } اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة.
و { الاستعانة } هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما.
وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة,
وذكر { الاستعانة } بعد { العبادة } مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعال
ى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته,
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان,
والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته.
وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
{ غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
يارب
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
️شرح الكلمات للجزائري ️
{ الحمـد }: الوصف بالجميل، والثناء به على المحمود ذى الفضائل والفواضل كالمدح والشكر.
{ للـه }: اللام حرف جر ومعناها الاستحقاق أى أن الله مستحق لجميع المحامد والله علم على ذات الرب تبارك وتعالى.
{ الـرب }: السيد المالك المصلح المعبود بحق جل جلاله.
{ العالميـن }: جمع عالم وهو كل ما سوى الله تعالى، كعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس وعالم الحيوان، وعالم النبات.
{ مَالِك }: المالك: صاحب الملك المتصرف كيف يشاء.
{ مَلِكِ }: الملك ذو السلطان الآمر الناهى المعطى المانع بلا ممانع ولا منازع.
{ يومَ الدين }: يوم الجزاء وهو يوم القيامة حيث يجزى الله كل نفس ما كسبت
{ إياك } ضمير نصب يخاطب به الواحد.
{ نعبـد }:نطيع مع غاية الذل لك والتعظيم والحب.
{ نستعين }: نطلب عونك لنا على طاعتك
{ إهدنا }: أرشدنا وأدم هدايتنا
{ الصراط }: الطريق الموصل إلى رضاك وجنّتك وهو الإسلام لك
{ المستقيم }: الذى لا ميل فيه عن الحق ولا زيغ عن الهدى.
{ الذين أنعمت عليهم }: هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وكل من أنعم الله عليهم بالإيمان به تعالى ومعرفته، ومعرفة محابه، ومساخطه، والتوفيق لفعل المحاب وترك المكاره.
️ الهداية من الجزائري ️
- أن الله تعالى يحب الحمد فلذا حمد تعالى نفسه وأمر عباده به.
- أن المدح يكون لمقتضٍ. وإلا فهو باطل وزور فالله تعالى لما حمد نفسه ذكر مقتضى الحمد وهو كونه ربّ العالمين والرحمن الرحيم ومالك يوم الدين
- آداب الدعاء حيث يقدم السائل بين يدى دعائه حمد الله والثناء عليه وتمجيده. وزادت السنة الصلاة على النبىّ [صلى الله عليه وسلم]، ثم يسأل حاجته فإنه يستجاب له.
- أن لا يعبد غير ربه. وأن لا يستعينه إلاّ هو سبحانه وتعالى
الترغيب فى دعاء الله والتضرع إليه وفى الحديث الدعاء هو العبادة
الترغيب في سلوك سبيل الصالحين.
والترهيب من سلوك سبيل الغاوين.
في رحاب سورة ( الفاتحة )
سبب التسمية :
تُسَمَّى الفَاتِحَةُ لافْتِتَاحِ الكِتَابِ العَزِيزِ بهَا وَتُسَمَّى أُمُّ الكِتَابِ: لأنهَا جَمَعَتْ مَقَاصِدَهُ الأَسَاسِيَّةَ
وَتُسَمَّى أَيْضَاً السَّبْعُ المَثَانِي ، وَالشَّافِيَةُ ، وَالوَافِيَةُ ، وَالكَافِيَةُ ، وَالأَسَاسُ ، وَالحَمْدُ .
وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى،.
التعريف بالسورة :
سورة مكية
من سور المثاني
عدد آياتها سبعة مع البسملة
هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف
تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله"
في الجزء ( ١ ) الحزب ( ١ ) الربع ( ١ )
محور مواضيع السورة :
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ، وَالعَقِيدَةِ ، وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ،
وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ
وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ
، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ
فضلها :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ،
فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ،
لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة {البقرة} ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) ..
[ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب / 1456 ] ..
لا تصح الصلاة إلا بها فقراءتها ركناَ من أركان الصلاة
قال نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) البخاري برقم 756
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها.
وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم
الذي أعطيته) [ متفق عليه ] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين}
، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم}
، قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين}
، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين}
، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل )
مسلم 598
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
( كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم
وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة
وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي
أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم ) ..
[ رواه البخاري ] ..
أعظم سورة في القرآن هي الفاتحة، لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد... إلى أن قال له: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته" .
رواه البخاري وغيره.
قراءة الفاتحة سبب لمغفرة ما تقدم من الذنوب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } . فقولوا آمين ، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه "
رواه البخاري برقم 4475.
والمقصود في الموافقة للملائكة في قول آمين موافقة الخشوع والإخلاص .
وقفات مع سورة الفاتحة
احتوت السورة على مالم تحتو عليه سور القرآن:
أ- تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
١- توحيد الربوبية : وهو تربيته لجميع العالمين يؤخذ من (رب العالمين)
٢-توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة ويؤخذ من ( الله )ومن
(إياك نعبد وإياك نستعين )
٣- توحيد الأسماء والصفات: وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى ويؤخذ من لفظ (الحمد)
ب- أن الله استفتح كتابه ب ( الحمد لله ) وهي أشرف الكلمات بعد
(لا إله إلا الله )
وأن أركان الحمد عند المتكلمين ثلاثة :
حمد باللسان : أن يثني على الواحد الأحد .
حمد بالأركان : أن تسخر طاقتك وأعضاءك في عبادة الله .
حمد بالجنان : وهو أن تعلم أن من أنعم عليك هو الله وأنه هو من يهب ويمنع ويحيي ويميت وهذا استقرار عظمة الله في القلب
ج- اختار الله اسمين (الرحمن الرحيم ) ولم يختر مثلاً الجبار القهار ، لتطمئن القلوب في أول استهلال القرآن .
د-احتوت السورة إخلاص الدين لله وملخص لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في (إياك نعبد وإياك نستعين )
قال الحسن البصري كما جاء في ابن ماجة { أنزل الله مائة وأربعة عشر كتاباً جمعها في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ، ثم جمعها في القرآن ثم جمعها في الفاتحة ثم جمعها في (إياك نعبد وإياك نستعين )
فإياك نعبد وإياك نستعين هي سر دعوته صلى الله عليه وسلم وملخص رسالته }
ه-أن قوله (اهدنا) تضم :
١-الهداية العامة والخاصة
العامة للمؤمن والكافر وحتى الحيوان كهداية النحلة لتأخذ رحيق الأزهار .
وهداية خاصة : بالمؤمنين
٢-هداية الدلالة والتوفيق
هداية الدلالة للرسول صلى الله عليه وسلم يهدينا ويدلنا إلى الصراط.
وهداية التوفيق: لا يملكها إلا الله سبحانه ،فكم من مهتدي في بيت ضلالة وكم من ضال في بيت هداية
٣-هداية مجملة لمن عرف الإسلام مجملاً أركان الإسلام وأركان الإيمان ولم يعرف دقائق الفقه ولا فروع الشريعة.
٤-هداية مفصلة : لمن تفقه في الدّين ، وعبد الله في كل مسألة على بينة .
نسأل الله أن يهدينا وذرياتنا لها إنه أكرم من سُئل وأجود من أعطى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله ( العبرة بكمال النهايات ،لا بنقص البدايات)
و- الصراط المستقيم
مفهوم الصراط صراطان:
١- الصراط هنا في الدنيا وطوله إلى الجنة أو إلى النار.
٢- الصراط هناك في الآخرة وطوله شهر كما في الصحيح أحدُّ من السيف وأدقُّ من الشعرة وأحرُّ من الجمرة على متن جهنم فيه كلاليب والكلاليب في الدنيا (الشبهات
والشهوات) فمن وقع في الشهوات والشبهات هنا تخطفته الكلاليب هناك....
نسأل الله السلامة.
ي- من أسماء السورة:
الفاتحة - الصلاة - السبع المثاني - أم القرآن - القرآن العظيم - الشافية - الكافية..
جعلنا الله ممن كانت له الفاتحة حجة ومحجة وكافية وشافية وواقية...
أخذت الوقفات من كتاب:
وقفات مع السبع المثاني
للشيخ عائض القرني حفظه الله.
وتفسير الشيخ السعدي رحمه الله.
حمــــــ تصحيح الفاتحة ـــلة
مشروع بالقرآن نرقى
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }.
️
الروابط فديو
️
ورقة من شرح الأستاذة أناهيد
لسورة الفاتحة
الرحمن الرحيم
اسمان لصفة واحدة والصفة هي الرحمة, نفهم الآن الاسمين:
الرحمن ذو الرحمة الواسعة.
الرحيم ذو الرحمة الواصلة.
نحن العباد كم من المرات يقع في قلوبنا رحمة لأحد
لكن هل كل ما وقع في قلبك رحمة استطعت أن توصلها للمرحوم؟
لا يعني في أحياناً يقع في قلوبنا رحمة على أحد لكن ما نستطيع نساعده, وأحياناً رحمتنا ضيقة يعني ما نرحم إلا أولادنا, جيراننا والذين نعرفه غير كذا ما نرحمه.
الله تعالى الرحمن ذو الرحمة الواسعة, والرحيم ذو الرحمة الواصلة فلو رحم أحد لابد أن تصله.
أنظري ماذا يقول الله تعالى في موطن آخر
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }
لماذا اجتمع اسم الرحمن مع صفة الاستواء على العرش؟ أنتم ماذا تعتقدون في صفة الاستواء؟
تعتقدين أن الله عز وجل عالي على خلقه مستوي على عرشه استواء يليق بجلاله بدون ما تفكرين كيف المهم استواء يليق بجلالة.
نذهب للآية الآن أنت تعرفين:
أن العرش أكبر المخلوقات وأوسعها, نحن اتفقنا أن السماوات والأرض بالنسبة للكرسي كحلقة في فلاة والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فلاة، يعني الآن هذه صحراء لو رميتي فيها حلقة فالكرسي بالنسبة للعرش مثل لو رميتي حلقة في فلاة يصبح هذا من أوسع المخلوقات.
لماذا أتت صفة الاستواء على العرش مع صفة الرحمن؟
قالوا :
أن أوسع الصفات أتت مع أوسع المخلوقات كما أن كرسيه وسع السماوات والأرض والعرش أعظم من الكرسي كذلك الرحمة أعظم الصفات، يعني رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء لا يوجد شيء يخرج عن رحمته سبحانه وتعالى.
إذاً ما معنى الرحمن؟ هاتوا الاسمين الآن:
نقول أن الاسمين كلاهما صفتهم واحدة وهي الرحمة لكن كل واحد من الاسمين له معنى مختلف
الرحمن ذو الرحمة الواسعة.
الرحيم ذو الرحمة الواصلة.
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }فكما أن العرش أعظم المخلوقات فالرحمة أوسع الصفات، يعني الله يعامل عباده بالرحمة قبل أن يعاملهم بغضبه بمرات و مرات.
ذو الرحمة الواصلة، يعني الله واسع الرحمة بعد ذلك يوصل لك الرحمة
لكن لازم تفهم جيداً أن وصول الرحمة ليس كما تتصور الرحمة تمطر عليك مطرا ،
لذلك الرحيم يناسبه اسم اللطيف، يعني يرحمك بألطف ما يكون.
يعني شيء ما يخطر على بالك، ممر ضيق في الحياة تصور أن ليس فيه رحمه فيكون هذا الممر الضيق مخرج إلى رحمه الله, فرحمه الله الواسعة ورحمة الله واصلة .
لكن كيف تصل؟
يا من بذكره تطمئن القلوب
طمئن قلوبهن بذكرك،
ورطب ألسنتهن بشكرك،
وارفع ذكرهن في خير ملأ عندك