((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُون))*254*
((ٱللهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ ))*255*
((ٱللهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ ))*255*
مفردات الجزائري الآية ٢٥٤ - ٢٥٥
{ أنفقوا مما رزقناكم }: النفقة الواجبة وهي الزكاة، ونفقة التطوع المستحبة.
{ لا بيع فيه }: لا يشتري أحد نفسه بمال يدفعه فداءً لنفسه من العذاب.
{ ولا خُلة }: أي صداقة تنفع صاحبها.
{ ولا شَفاعة }: تقبل إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
{ والكافرون }: بمنع الزكاة والحقوق الواجبة لله تعالى ولعباده هم الظالمون.
{ الله }: عَلَمُ على ذات الرب تبارك وتعالى.
{ لا إله إلا هو }: الإِله، المعبود، ولا معبود بحق إلا الله، إذ هو الخالق الرازق المدبر بيده كل شيء وإليه مصير كل شيء، وما عداه من الآلهة فعبادتها بدون حق فهي باطلة.
{ الحيّ }: ذو الحياة العظيمة التي لا تكون لغيره تعالى وهي مستلزمة للقدرة والإِرادة والعلم والسمع والبصر والكلام.
{ القيوم }: القائم بتدبير الملكوت كله علويه وسفليّه، القائم على كل نفس بما كسبت.
{ السَّنة }: النعاس يسبق النوم.
{ كرسيّة }: الكرسي: موضع القدمين، ولا يعلم كنهه إلا الله تعالى.
{ يؤوده }: يثقلة ويشق عليه.
ايسر التفاسير للجزائري
الآية ٢٥٤ - ٢٥٥
نادى الله تعالى عباده المؤمنين وأمرهم بالانفاق في سبيل الله تقربّاً إليه وتزوداً للقائه
قبل يوم القيامة حيث لا فداء ببيع وشراء، ولا صداقة تجدي ولا شفاعة تنفع،
والكافرون بنعم الله وشرائعه هم الظالمون المستوجبون للعذاب والحرمان والخسران.
لما أخبر تعالى عن يوم القيامة وأنه يوم لا بيع فيه ولا شفاعة وأن الكافرين هم الظالمون،
أخبر عن جلاله وكماله وعظيم سلطانه وأنه هو المعبود بحق وأن عبادته هي التي تنجي من أهوال يوم القيامة
فقال: { الله لا إله إلا هو }: أي أنه الله المعبود بحق ولا معبود بحق سواه.
{ الحي القيوم } الدائم الحياة التي تسبق بموت ولم يطرأ عليها موت.
القيوم: العظيم القيّوميّة على كل شيء. لولا قيّوميّته على الخلائق ما استقام من أمر العوالم شيء.
{ لا تأخذه سنة ولا نوم }: إذ النعاس والنوم من صفات النقص وهو تعالى ذو الكمال المطلق.
وهذه الجملة برهان على الجملة قبلها، إذ من ينعس وينام لا يتأتى له القيومية على الخلائق ولا يسعها حفظاً ورزقاً وتدبيراً.
{ له ما في السموات وما في الأرض }: خلقاً وملكاً وتصرفاً،
{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }: ينفي تعالى وهو الذي له ما في السموات وما في الأرض ينفي أن يشفع عنده في الدنيا أو في الآخرة أحد كائن من كان بدون أن يأذن له في الشفاعة..
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }
لكمال عجزهم.
{ وسع كرسيه السموات والأرض }
لكمال ذاته.
{ ولا يؤوده حفظهما }: ولا يثقله أو يشق عليه حفظ السموات والأرض وما فيهما وما بينهما.
{ وهو العلي العظيم }: العلي الذي ليس فوقه شيء والقاهر الذي لا يغلبه شيء، العظيم الذي كل شيء أمام عظمته صغير حقير.
هداية من الجزائري
الآية ٢٥٤ - ٢٥٥
- وجوب الانفاق في سبيل الله مما رزق الله تعالى عبده.
- التحذير من الغفلة والأخذ بأسباب النجاة يوم القيامة حيث لا فداء ولا خلّة تنفع ولا شفاعة ومن أقوى الأسباب الإِيمان والعمل الصالح وإنفاق المال تقرباً إلى الله تعالى في الجهاد وغيره.
- أنها أعظم آية في كتاب الله تعالى
اشتملت على ثمانية عشرا إسماً لله تعالى ما بين ظاهر ومضمر،
وكلماتها خمسون كلمة
وجملها عشر جمل كلها ناطقة بربوبيته تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته الدالة على كمال ذاته وعلمه وقدرته وعظيم سلطانه.
- تستحب قراءتها بعد الصلاة المكتوبة، وعند النوم، وفي البيوت لطرد الشيطان.
تفسير السعدي
الآية ٢٥٤ - ٢٥٥
من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله،
من صدقة واجبة ومستحبة،
ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير،
فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه،
ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة،
وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين،
وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه،
فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام،
وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله،
فلهذا قال تعالى{ والكافرون هم الظالمون }
وهذا من باب الحصر، أي: الذين ثبت لهم الظلم التام :
كما قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم
اعظم آية ٢٥٥
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها،
وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة
والصفات الكريمة،
فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وردا للإنسان في أوقاته:
• صباحا •ومساء •وعند نومه •وأدبار الصلوات المكتوبات،
فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن
{ لا إله إلا هو } أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة،
وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما،
ف الحــــــي :
من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك،
والقـــــيــوم:
هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير،
كل ذلك داخل في قيومية الباري،
ولهذا قال بعض المحققين:
إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،
ومن تمام حياته وقيوميته أن
{ لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس
{ له ما في السماوات وما في الأرض } أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال:
{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }
أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه،
فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،
لا يبتدئ الشافع قبل الإذن،
ثم قال { يعلم ما بين أيديهم }
أي: ما مضى من جميع الأمور
{ وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى،
ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما،
والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش
وما لا يعلمه إلا هو
وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال،
(( فكيف بعظمة خالقها ومبدعها))
والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب،
فلهذا قال: { ولا يؤوده } أي: يثقله
{ حفظهما وهو العلي } بذاته فوق عرشه،
العلي بقهره لجميع المخلوقات،
العلي بقدره لكمال صفاته
{ العظيم } الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء،
اشتملت هذه الآية على:
توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
وتوحيد الأسماء والصفات،
وعلى إحاطة ملكه
وإحاطة علمه
وسعة سلطانه وجلاله ومجده،
وعظمته وكبريائه
وعلوه على جميع مخلوقاته..
فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا
الآية ٢٥٤ - ٢٥٥
من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله،
من صدقة واجبة ومستحبة،
ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير،
فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه،
ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة،
وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين،
وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه،
فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام،
وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله،
فلهذا قال تعالى{ والكافرون هم الظالمون }
وهذا من باب الحصر، أي: الذين ثبت لهم الظلم التام :
كما قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم
اعظم آية ٢٥٥
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها،
وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة
والصفات الكريمة،
فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وردا للإنسان في أوقاته:
• صباحا •ومساء •وعند نومه •وأدبار الصلوات المكتوبات،
فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن
{ لا إله إلا هو } أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة،
وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما،
ف الحــــــي :
من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك،
والقـــــيــوم:
هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير،
كل ذلك داخل في قيومية الباري،
ولهذا قال بعض المحققين:
إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،
ومن تمام حياته وقيوميته أن
{ لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس
{ له ما في السماوات وما في الأرض } أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال:
{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }
أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه،
فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،
لا يبتدئ الشافع قبل الإذن،
ثم قال { يعلم ما بين أيديهم }
أي: ما مضى من جميع الأمور
{ وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى،
ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما،
والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش
وما لا يعلمه إلا هو
وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال،
(( فكيف بعظمة خالقها ومبدعها))
والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب،
فلهذا قال: { ولا يؤوده } أي: يثقله
{ حفظهما وهو العلي } بذاته فوق عرشه،
العلي بقهره لجميع المخلوقات،
العلي بقدره لكمال صفاته
{ العظيم } الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء،
اشتملت هذه الآية على:
توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
وتوحيد الأسماء والصفات،
وعلى إحاطة ملكه
وإحاطة علمه
وسعة سلطانه وجلاله ومجده،
وعظمته وكبريائه
وعلوه على جميع مخلوقاته..
فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا
وقفات مع ألفاظ الآية ٢٥٤
قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون )
(يأيها الذين آمنوا )
النداء السابع في سورة البقرة
ويأتي النداء للمؤمن بأحب الأسماء إليه
ربط هذا النداء بالآية السابقة :
حين ذكر المؤمنين في الأية السابقة في قوله تعالى ( فمنهم من آمن )
توجه النداء إلى الذين آمنوا بالرسل بأن ينفقوا لأن هذا الإنفاق دليل على صدق إيمانهم وحرصهم على رضى الله سبحانه
((أنفقوا))
أن ينفق مما أعطاه الله قبل أن تفوت الفرصة فلا ينفع الندم .
(( مما رزقناكم ))
قال سبحانه مما رزقناكم فهو مال الله
والآيات تفسر بعضها :
جاء الأمر بالقتال في سبيل الله
ثم قصة عن القتال (طالوت ..)
ثم جاءت الآية ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) [ البقرة : 245 ]
ولأن أصعب الأشياء على الإنسان بذل النفس في القتال ، وبذل المال في الإنفاق
فقدم الأمر بالقتال
وأعقبه بالأمر بالإنفاق.
((من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ))
لا يمكن أن تشتري نفسك من العذاب
ولا تنفعك الصداقة والمودة ...
ولا تقبل فيك الشفاعة
فأحتوت الآية على أجمل نداء
ثم الأمر بالإنفاق والترغيب
ثم جاء أسلوب الترهيب
فوضع الله المؤمن في الآية بين الخوف والرجاء
ليكون في حالة انفعالية عاملة دائماً
تخاف العذاب وترجوا القبول
(الكافرون هم الظالمون )
الظلم نوعان :
ظلم بحق الله وهو الكفر (ظلم النفس ) وحسابه على الله
ظلم بحق العباد
نقل عن عطاء بن يسار أنه كان يقول :
الحمد لله الذي قال :
( والكافرون هم الظالمون )
ولم يقل : الظالمون هم الكافرون .
وخير تنبه لنا هنا
أن الكافرين هم الظالمون حيث تركوا تقديم الخيرات ليوم فاقتهم وحاجتهم ،
ونحن علينا أن نقدم لأنفسنا ما نجعله يوم القيامة فدية لنا من عذاب الله .
ونأخذ منهم العبرة فلا نقتدي بهم.
أحاديث موضوعة أو ضعيفة
فى فضل أيه الكرسى
-قول ((سيدة آي القرآن)) :
ورد في هذه الجملة حديث ضعيف و هو ((لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي))
قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه ، قال الترمذي : حديث غريب ،قال الشيخ الألباني : ضعيف ..
ضعيف الجامع / ١٣٩٩
-قول ((هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص))
هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و لا من أقوال الثقات من المفسرين رحمهم الله تعالى.
-قول ((هي أشرف آية في القرآن)):
الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أنها أعظم آية في كتاب الله عز و جل ، و الدليل حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله r : (( أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم ، قال قلت الله ورسوله أعلم ، قال أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم ، قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، قال فضرب في صدري وقال : ليهن لك يا أبا المنذر العلم )) قال الشيخ الألباني : حديث صحيح .
- -قول ((بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة))
ورد في هذه العبارة حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و هو: ((سيد الناس آدم وسيد العرب محمد وسيد الروم صهيب وسيد الفرس سلمان وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال طور سيناء وسيد الشجر السدر وسيد الأشهر المحرم وسيد الأيام الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة))
قال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني : حديث موضوع./ ضعيف الجامع / ٣٣٢٦
-قول ((وهى تعدل ثلث القرآن))
الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أن ((قل هو الله أحد)) هي التي تعدل ثلث القرآن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)). قال الشيخ الألباني: حديث صحيح.
أما حديث ((آية الكرسي ربع القرآن)) فهو حديث ضعيف.ص / ١٤٨٤ .
-قول ((هي آية جمعت أكثر من ١٧ أسم من أسماء الله الحسنى))
هذا غير صحيح و يكفي شاهدا على عدم صحته آية الكرسي نفسها:
فإن فيها خمسة أسماء حسنى .
وهذا واضح بين لكل مسلم لبيب .
-قول : ((نزلت ليلا ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم وهربت الشياطين))
هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين،و غاية ما ورد في هذا القول ما جاء في تفسير القرطبي عند تفسيره لآية الكرسي حيث قال ((روي عن محمد بن الحنفية أنه قال: لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض إلى أن أتوا إبليس فأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك، فجاؤوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت)) ، فإذاً هذا قول لمحمد بن الحنفية و ليس حديث صحيح ثابتٌ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فتأملوا هذا و تنبهوا .
-قول ((لماذا سميت أية الكرسي ؟))
لأن ((الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم ) وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة)) هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و لا من أقوال الثقات من المفسرين رحمهم الله تعالى.
- قول ((لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَام وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيّ))
ما ورد في هذه العبارة حديث ضعيف و نصه كاملاً هو ((حدثنا محمود بن غيلان حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ( لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي ) قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه، قال الترمذي : حديث غريب ، و قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة : حديث ضعيف.
ضعيف السلسلة / ١٣٦
-قول ((هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً وآجلا فأما في العاجل لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه))
هذا القول بنفس هذه العبارة لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
و الثابت الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال :
(وكلني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفَعَنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي ......
صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان )
رواه البخاري.
-قول ((و هي لمن قرأها...في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة)): صريح هذه العبارة لا يوجد عليه نص صحيح لا من كتاب الله عز وجل و لا من صحيح سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام و لا من أقوال الخلفاء الراشدين المهديين من بعده عليه الصلاة والسلام و رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين .
و الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما ذكرناه في النقطة السابقة ..
-قول ((أما في الآجل لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذوالإكرام الجلال))
ورد في هذه العبارة حديث موضوع و هو ((من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى))
قال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة : حديث موضوع.
٢٠١٤ / ٥م ج
هذه بعض التنبيهات على ما جاء في آية الكرسي من أحاديث موضوعة أو ضعيفة
0 التعليقات :
إرسال تعليق