ملخص تفسير السعدي
اﻵيات من ٣٠ الى ٤٨
اﻵيات من ٣٠ الى ٤٨
بمقاطع حسب ارتباط المعنى
قصة الخليقة
وتفضيل آدم
في قول الملائكة إشارة إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض,
أراد الله تعالى, أن يبين لهم من فضل آدم, ما يعرفون به فضله, وكمال حكمة الله وعلمه
فـ { عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } أي: أسماء الأشياء, وما هو مسمى بها، فعلمه الاسم والمسمى,وعرض المسميات
{ عَلَى الْمَلَائِكَةِ } امتحانا لهم, هل يعرفونها أم لا؟.{ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في قولكم وظنكم, أنكم أفضل من هذا الخليفة.
{ قَالُوا سُبْحَانَكَ } أي: ننزهك من الاعتراض منا عليك, ومخالفة أمرك.
{ لَا عِلْمَ لَنَا } بوجه من الوجوه { إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا } إياه, فضلا منك وجودا،
{ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
العليم الذي أحاط علما بكل شيء, فلا يغيب عنه ولا يعزب مثقال ذرة في السماوات والأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
الحكيم: من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق, ولا يشذ عنها مأمور، فما خلق شيئا إلا لحكمة: ولا أمر بشيء إلا لحكمة،
والحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فأقروا, واعترفوا بعلم الله وحكمته.
قال الله: { يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } أي: أسماء المسميات التي عرضها الله على الملائكة; فعجزوا عنها،
{ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } تبين للملائكة فضل آدم عليهم; وحكمة الباري وعلمه في استخلاف هذا الخليفة، { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } وهو ما غاب عنا; فلم نشاهده، فإذا كان عالما بالغيب; فالشهادة من باب أولى،
{ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } أي: تظهرون { وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
ثم أمرهم تعالى بالسجود لآدم; إكراما له وتعظيما; وعبودية لله تعالى، فامتثلوا أمر الله; وبادروا كلهم بالسجود، { إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى } امتنع عن السجود; واستكبر عن أمر الله وعلى آدم، قال: { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا }
وهذا الإباء منه والاستكبار; نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه; فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره.
لما خلق الله آدم وفضله; أتم نعمته عليه;
بأن خلق منه زوجة ليسكن إليها; ويستأنس بها; وأمرهما بسكنى الجنة; والأكل منها رغدا; أي: واسعا هنيئا،
{ حَيْثُ شِئْتُمَا } أي: من أصناف الثمار والفواكه; وقال الله له { وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } نوع من أنواع شجر الجنة; الله أعلم بها، وإنما نهاهما عنها امتحانا وابتلاء [أو لحكمة غير معلومة لنا]
{ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } دل على أن النهي للتحريم; لأنه رتب عليه الظلم.
فلم يزل عدوهما يوسوس لهما ويزين لهما تناول ما نهيا عنه; حتى أزلهما، أي: حملهما على الزلل بتزيينه.
فاغترا به وأطاعاه; فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والرغد; وأهبطوا إلى دار التعب والنصب والمجاهدة. { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي: آدم وذريته; أعداء لإبليس وذريته.
ثم ذكر منتهى الإهباط إلى الأرض، فقال: { وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } أي: مسكن وقرار، { وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } انقضاء آجالكم, فهي معبر يتزود منها لتلك الدار, ولا تعمر للاستقرار.
{ فَتَلَقَّى آدَمُ } أي: تلقف وتلقن, وألهمه الله
{ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ } وهي قوله:
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } الآية،
فاعترف بذنبه وسأل الله مغفرته
{ فَتَابَ } الله { عَلَيْهِ } ورحمه { إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ } لمن تاب إليه وأناب.
وتوبته نوعان:
توفيقه أولا, ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها
ثانيا. { الرَّحِيمِ } بعباده, ومن رحمته بهم, أن وفقهم للتوبة, وعفا عنهم وصفح.
كرر الإهباط, ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله:
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } أي: أيَّ وقت وزمان جاءكم مني -يا معشر الثقلين- هدى,
{ فمن تبع هداي } منكم,
{ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
فرتب على اتباع هداه أربعة أشياء:
نفي الخوف والحزن
وكذلك نفي الضلال والشقاء عمن اتبع هداه
وانتفى عنه كل مكروه, من الخوف, والحزن, والضلال, والشقاء، فحصل له المرغوب, واندفع عنه المرهوب، وهذا عكس من لم يتبع هداه, فكفر به, وكذب بآياته.
فـ { أولئك أصحاب النار } أي: الملازمون لها, ملازمة الصاحب لصاحبه, والغريم لغريمه،
{ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يخرجون منها، ولا يفتر عنهم العذاب ولا هم ينصرون.
قصة بني اسرائيل.
نداء تذكير بالنعم
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } المراد بإسرائيل: يعقوب عليه السلام، والخطاب مع فرق بني إسرائيل, الذين بالمدينة وما حولها, ويدخل فيهم من أتى من بعدهم, فأمرهم بأمر عام، فقال:{ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ }
والمراد بذكرها بالقلب اعترافا وباللسان ثناء وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه.
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } وهو ما عهده إليهم من الإيمان به, وبرسله وإقامة شرعه.
{ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } وهو المجازاة على ذلك.
ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده, وهو الرهبة منه تعالى, وخشيته وحده, فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه .
نداء للإيمان بالله
نداء من الله سبحانه لبني إسرائيل ومن أتى بعدهم فيه الأمر بالإيمان بالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإتباعه وهذا يستلزم الإيمان بمن أنزل عليه.والداعي لإيمانهم به أنه (مصدقاً لما معكم) أي موافقاً له لا مخالفاً ولا مناقضاً ،
وفي قوله تعالى (مصدقاً لما معكم )
إشارات:
الإشارة الأولى:
أنكم أنتم الأولى بالإيمان والتصديق به لأنكم أهل الكتب والعلم.
الإشارة الثانية :
إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب مامعكم.
الإشارة الثالثة :
أن صفة النبي الذي جاء بهذا القرآن كتبت البشارة به في كتبكم فإن كذبتم به فقد كذبتم ببعض ما أنزل إليكم
وهنا وقعتم في القاعدة الشرعية:
(أن من كذب ببعض ماأنزل إليه فقد كذب بجميعه ، ومن كفر برسول فقد كفر بجميع الرسل.)
بعد الأمر بالإيمان جاء التحذير من ضده وهو الكفرولا تكونوا أول كافر بالرسول والقرآن
فتتحملوا إثمكم وإثم من اقتدى بكم من بعدكم.
وهذه قاعدة شرعية آخرى دل عليها قوله تعالى (أول ).
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو :توهمهم ضياع ما يحصل لهم من المناصب والمآكل إن آمنوا بالله ورسوله فاشتروها بآيات الله وآثروها .
واتقوا الله لتقدموا الإيمان بآياته على الثمن القليل ..
(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق)
هنا نهاهم الله عن أمرين :
١-عدم خلط الحق بالباطل.
٢-كتمان الحق .
ومن عمل بهذه الأمرين من أهل العلم فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم.
ومن لم يعمل بها فهو من دعاة جهنم.
فالناس لا يقتدون في أمر دينهم إلا بعلمائهم.
وأقيموا الصلاة ظاهراً وباطناً وأدوا الزكاة لمستحقيها وآمنوا برسل الله وآياته
فمن فعل ذلك
+جمع بين الأعمال الظاهرة والباطنة
+وجمع بين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده .
+وجمع بين العبادات القلبية والبدنية والمالية
وصلوا مع المصلين هنا أمر بصلاة الجماعة.
!!وهنا إستفهام وتعجب لمن يأمر بالبر والإيمان ويتركها وقد ميزتم بالعقل الذي يعقل به ماينفع ويترك به ما يضر.
وهذه الآية ليست فقط لبني إسرائيل بل عامة
أمر الله بالإستعانة بالصبر بأنواعه لمعونته العظيمة على الأمور
والصلاة التي هي ميزان الإيمان ،وهي شاقة إلا على من خشعت قلوبهم واطمأنت وسكنت لله فهي سهلة خفيفة عليهم .
وهم المتيقنين بلقاء الله .
وكُرر النداء لبني إسرائيل
لتذكيرهم بنعم الله
ولتخويفهم من يوم القيامة.
وأنه لا نفع من أحد في ذلك اليوم وإنما النفع بالعمل الذي قدمه الإنسان، ولاشفاعة إلا بإذن الله ولافداء ولا قبول لعمل نزع منه الإخلاص .
نداء تذكير بالنعم
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } المراد بإسرائيل: يعقوب عليه السلام، والخطاب مع فرق بني إسرائيل, الذين بالمدينة وما حولها, ويدخل فيهم من أتى من بعدهم, فأمرهم بأمر عام، فقال:{ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ }
والمراد بذكرها بالقلب اعترافا وباللسان ثناء وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه.
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } وهو ما عهده إليهم من الإيمان به, وبرسله وإقامة شرعه.
{ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } وهو المجازاة على ذلك.
ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده, وهو الرهبة منه تعالى, وخشيته وحده, فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه .
نداء للإيمان بالله
نداء من الله سبحانه لبني إسرائيل ومن أتى بعدهم فيه الأمر بالإيمان بالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإتباعه وهذا يستلزم الإيمان بمن أنزل عليه.والداعي لإيمانهم به أنه (مصدقاً لما معكم) أي موافقاً له لا مخالفاً ولا مناقضاً ،
وفي قوله تعالى (مصدقاً لما معكم )
إشارات:
الإشارة الأولى:
أنكم أنتم الأولى بالإيمان والتصديق به لأنكم أهل الكتب والعلم.
الإشارة الثانية :
إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب مامعكم.
الإشارة الثالثة :
أن صفة النبي الذي جاء بهذا القرآن كتبت البشارة به في كتبكم فإن كذبتم به فقد كذبتم ببعض ما أنزل إليكم
وهنا وقعتم في القاعدة الشرعية:
(أن من كذب ببعض ماأنزل إليه فقد كذب بجميعه ، ومن كفر برسول فقد كفر بجميع الرسل.)
بعد الأمر بالإيمان جاء التحذير من ضده وهو الكفرولا تكونوا أول كافر بالرسول والقرآن
فتتحملوا إثمكم وإثم من اقتدى بكم من بعدكم.
وهذه قاعدة شرعية آخرى دل عليها قوله تعالى (أول ).
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو :توهمهم ضياع ما يحصل لهم من المناصب والمآكل إن آمنوا بالله ورسوله فاشتروها بآيات الله وآثروها .
واتقوا الله لتقدموا الإيمان بآياته على الثمن القليل ..
(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق)
هنا نهاهم الله عن أمرين :
١-عدم خلط الحق بالباطل.
٢-كتمان الحق .
ومن عمل بهذه الأمرين من أهل العلم فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم.
ومن لم يعمل بها فهو من دعاة جهنم.
فالناس لا يقتدون في أمر دينهم إلا بعلمائهم.
وأقيموا الصلاة ظاهراً وباطناً وأدوا الزكاة لمستحقيها وآمنوا برسل الله وآياته
فمن فعل ذلك
+جمع بين الأعمال الظاهرة والباطنة
+وجمع بين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده .
+وجمع بين العبادات القلبية والبدنية والمالية
وصلوا مع المصلين هنا أمر بصلاة الجماعة.
!!وهنا إستفهام وتعجب لمن يأمر بالبر والإيمان ويتركها وقد ميزتم بالعقل الذي يعقل به ماينفع ويترك به ما يضر.
وهذه الآية ليست فقط لبني إسرائيل بل عامة
أمر الله بالإستعانة بالصبر بأنواعه لمعونته العظيمة على الأمور
والصلاة التي هي ميزان الإيمان ،وهي شاقة إلا على من خشعت قلوبهم واطمأنت وسكنت لله فهي سهلة خفيفة عليهم .
وهم المتيقنين بلقاء الله .
وكُرر النداء لبني إسرائيل
لتذكيرهم بنعم الله
ولتخويفهم من يوم القيامة.
وأنه لا نفع من أحد في ذلك اليوم وإنما النفع بالعمل الذي قدمه الإنسان، ولاشفاعة إلا بإذن الله ولافداء ولا قبول لعمل نزع منه الإخلاص .