( تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ ٱللهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـٰتٍۢ ۚ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَآءَ ٱللهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعْدِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُوا۟ فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللهُ مَا ٱقْتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )
مفردات الجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
{ تلك الرسل }: أولئك الرسل الذين قص الله تعالى على رسوله بعضا منهم وأخبره أنه منهم في قوله { وإنك لمن المرسلين } في الآية قبل هذه.
{ من كَلَّم الله }: كموسى عليه السلام.
{ ورفع بعضهم درجات }: وهو محمد صلى الله عليه وسلم حيث فضله تفضيلاً على سائر الرسل.
{ البينات }: المعجزات الدالة على صدق عيسى في نبوته ورسالته.
{ روح القدس }: جبريل عليه السلام كان يقف دائماً إلى جانب عيسى يسدده ويقويه إلى أن رفعه الله تعالى إليه.
{ اقتتلوا }: قتل بعضهم بعضا
ايسر التفاسير للجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
خاطب الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقال له: تقريراً لنبوته وعلو مكانته تلك آيات الله التي تقدمت في هذا السياق نتلوها عليك بالحق، وإنك لمن المرسلين صلى الله عليه وسلم.
بعد أن قص الله تبارك وتعالى على رسوله قصة ملأ بين إسرائيل في طلبهم نبيهم شمويل بأن يعين لهم ملكاً يقودهم إلى الجهاد، وكانت القصة تحمل في ثناياها أحداثا من غير الممكن أن يعلمها أميّ مثل محمد صلى الله عليه وسلم بدون ما يتلقَّاها وحياً يوحيه الله تعالى إليه وختم القصة بتقرير نبوته ورسالته بقوله:
{ وإنك لمن المرسلين }
أخبر تعالى أن أولئك الرسل فضل بعضهم على بعض،
منهم من فضله بتكليمه كموسى عليه السلام
ومنهم من فضله بالخلّة كإبراهيم عليه السلام
ومنهم من رفعه إليه وأدناه وناجاه وهو محمد صلى الله عليه وسلم
ومنهم من آتاه الملك والحكمة وعلمه صنعة الدروع كداود عليه السلام،
ومنهم من أتاه الملك والحكمة وسخر له الجن وعلمه منطق الطير ك سليمان عليه السلام،
ومنهم من آتاه البينات وأيده بروح القدس وهو عيسى عليه السلام.
فقال تعالى: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات }
كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إذ فضله :
بعموم رسالته وبختم النبوات بنبوته،
وبتفضيل أمته،
وبإدخاله الجنة في حياته قبل مماته
وبتكليمه مناجاته مع ما خصه من الشفاعة يوم القيامة.
ثم أخبر تعالى أنه لو يشاء هداية الناس لهداهم فلم يختلفوا بعد رسلهم ولم يقتتلوا من بعد ما جاءتهم البينات
وذلك لعظيم قدرته، وحرّية إرادته فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
هداية من الجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
- تفاضل الرسل فيما بينهم بحسب جهادهم وصبرهم وما أهلهم الله تعالى له من الكمال.
- صفة الكلام لله تعالى حيث كلّم موسى في الطور، وكلم محمداً في الملكوت الأعلى.
- الكفر والإِيمان والهداية والضلال، والحرب والسلم كل ذلك تبع لمشيئته تعالى وحكمته.
- ذم الاختلاف في الدين وأنه مصدر شقاء وعذاب.
تفسير السعدي
الآيات ٢٥٢ - ٢٥٣ قال تعالى: { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } أي: بالصدق الذي لا ريب فيها المتضمن :
للاعتبار والاستبصار وبيان حقائق الأمور
{ وإنك لمن المرسلين } فهذه شهادة من الله لرسوله برسالته التي من جملة أدلتها ما قصه الله عليه من أخبار الأمم السالفين والأنبياء وأتباعهم وأعدائهم التي لولا خبر الله إياه لما كان عنده بذلك علم بل لم يكن في قومه من عنده شيء من هذه الأمور،
فدل أنه رسول الله حقا ونبيه صدقا الذي بعثه بالحق ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
عبرة من القصة :
وفي هذه القصة من الآيات والعبر ما يتذكر به أولو الألباب، فمنها:
-أن اجتماع أهل الكلمة والحل والعقد وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به، أكبر سبب لارتقائهم وحصول مقصودهم، كما وقع لهؤلاء الملأ حين راجعوا نبيهم في تعيين ملك تجتمع به كلمتهم ويلم متفرقهم، وتحصل له الطاعة منهم،
- أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحا وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب.
- أن العلم والرأي: مع القوة المنفذة بهما كمال الولايات، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها.
- أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر،
فالأول كما في قولهم لنبيهم { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } فكأنه نتيجة ذلك أنه لما كتب عليهم القتال تولوا،
والثاني في قوله: { ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله }
- أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان، وأنه لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.
- أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها.
يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض :
بما خصهم من بين سائر الناس بإيحائه وإرسالهم إلى الناس، ودعائهم الخلق إلى الله،
ثم فضل بعضهم على بعض بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة والنفع العام،
فمنهم من كلمه الله كموسى بن عمران خصه بالكلام،
ومنهم من رفعه على سائرهم درجات كنبينا صلى الله عليه وسلم الذي اجتمع فيه من الفضائل ما تفرق في غيره، وجمع الله له من المناقب ما فاق به الأولين والآخرين .
{ وآتينا عيسى ابن مريم البينات }
الدالات على نبوته وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه { وأيدناه بروح القدس }
أي: بالإيمان واليقين الذي أيده به الله وقواه على ما أمر به، وقيل أيده بجبريل عليه السلام يلازمه في أحواله
{ ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات }
الموجبة للاجتماع على الإيمان
{ ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } فكان موجب هذا الاختلاف التفرق والمعاداة والمقاتلة، ومع هذا فلو شاء الله بعد هذا الاختلاف ما اقتتلوا،
فدل ذلك على أن مشيئة الله نافذة غالبة للأسباب، وإنما تنفع الأسباب مع عدم معارضة المشيئة، فإذا وجدت اضمحل كل سبب، وزال كل موجب،
فلهذا قال { ولكن الله يفعل ما يريد } فإرادته غالبة ومشيئته نافذة،
وفي هذا ونحوه دلالة على أن الله تعالى لم يزل يفعل ما اقتضته مشيئته وحكمته، ومن جملة ما يفعله ما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الاستواء والنزول والأقوال، والأفعال التي يعبرون عنها بالأفعال الاختيارية.
فائدة :
كما يجب على المكلف معرفته بربه، فيجب عليه معرفته برسله، ما يجب لهم ويمتنع عليهم ويجوز في حقهم، ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة،
منها: أنهم رجال لا نساء، من أهل القرى لا من أهل البوادي، وأنهم مصطفون مختارون جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء والاختيار،
وأنهم سالمون من كل ما يقدح في رسالتهم من كذب وخيانة وكتمان وعيوب مزرية،
وأنهم لا يقرون على خطأ فيما يتعلق بالرسالة والتكليف، وأن الله تعالى خصهم بوحيه،
فلهذا وجب الإيمان بهم وطاعتهم ومن لم يؤمن بهم فهو كافر،
ومن قدح في واحد منهم أو سبه فهو كافر يتحتم قتله،
ودلائل هذه الجمل كثيرة، من تدبر القرآن تبين له الحق.
مفردات الجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
{ تلك الرسل }: أولئك الرسل الذين قص الله تعالى على رسوله بعضا منهم وأخبره أنه منهم في قوله { وإنك لمن المرسلين } في الآية قبل هذه.
{ من كَلَّم الله }: كموسى عليه السلام.
{ ورفع بعضهم درجات }: وهو محمد صلى الله عليه وسلم حيث فضله تفضيلاً على سائر الرسل.
{ البينات }: المعجزات الدالة على صدق عيسى في نبوته ورسالته.
{ روح القدس }: جبريل عليه السلام كان يقف دائماً إلى جانب عيسى يسدده ويقويه إلى أن رفعه الله تعالى إليه.
{ اقتتلوا }: قتل بعضهم بعضا
ايسر التفاسير للجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
خاطب الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقال له: تقريراً لنبوته وعلو مكانته تلك آيات الله التي تقدمت في هذا السياق نتلوها عليك بالحق، وإنك لمن المرسلين صلى الله عليه وسلم.
بعد أن قص الله تبارك وتعالى على رسوله قصة ملأ بين إسرائيل في طلبهم نبيهم شمويل بأن يعين لهم ملكاً يقودهم إلى الجهاد، وكانت القصة تحمل في ثناياها أحداثا من غير الممكن أن يعلمها أميّ مثل محمد صلى الله عليه وسلم بدون ما يتلقَّاها وحياً يوحيه الله تعالى إليه وختم القصة بتقرير نبوته ورسالته بقوله:
{ وإنك لمن المرسلين }
أخبر تعالى أن أولئك الرسل فضل بعضهم على بعض،
منهم من فضله بتكليمه كموسى عليه السلام
ومنهم من فضله بالخلّة كإبراهيم عليه السلام
ومنهم من رفعه إليه وأدناه وناجاه وهو محمد صلى الله عليه وسلم
ومنهم من آتاه الملك والحكمة وعلمه صنعة الدروع كداود عليه السلام،
ومنهم من أتاه الملك والحكمة وسخر له الجن وعلمه منطق الطير ك سليمان عليه السلام،
ومنهم من آتاه البينات وأيده بروح القدس وهو عيسى عليه السلام.
فقال تعالى: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات }
كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إذ فضله :
بعموم رسالته وبختم النبوات بنبوته،
وبتفضيل أمته،
وبإدخاله الجنة في حياته قبل مماته
وبتكليمه مناجاته مع ما خصه من الشفاعة يوم القيامة.
ثم أخبر تعالى أنه لو يشاء هداية الناس لهداهم فلم يختلفوا بعد رسلهم ولم يقتتلوا من بعد ما جاءتهم البينات
وذلك لعظيم قدرته، وحرّية إرادته فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
هداية من الجزائري
الآيتين ٢٥٢ - ٢٥٣
- تفاضل الرسل فيما بينهم بحسب جهادهم وصبرهم وما أهلهم الله تعالى له من الكمال.
- صفة الكلام لله تعالى حيث كلّم موسى في الطور، وكلم محمداً في الملكوت الأعلى.
- الكفر والإِيمان والهداية والضلال، والحرب والسلم كل ذلك تبع لمشيئته تعالى وحكمته.
- ذم الاختلاف في الدين وأنه مصدر شقاء وعذاب.
تفسير السعدي
الآيات ٢٥٢ - ٢٥٣ قال تعالى: { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } أي: بالصدق الذي لا ريب فيها المتضمن :
للاعتبار والاستبصار وبيان حقائق الأمور
{ وإنك لمن المرسلين } فهذه شهادة من الله لرسوله برسالته التي من جملة أدلتها ما قصه الله عليه من أخبار الأمم السالفين والأنبياء وأتباعهم وأعدائهم التي لولا خبر الله إياه لما كان عنده بذلك علم بل لم يكن في قومه من عنده شيء من هذه الأمور،
فدل أنه رسول الله حقا ونبيه صدقا الذي بعثه بالحق ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
عبرة من القصة :
وفي هذه القصة من الآيات والعبر ما يتذكر به أولو الألباب، فمنها:
-أن اجتماع أهل الكلمة والحل والعقد وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به، أكبر سبب لارتقائهم وحصول مقصودهم، كما وقع لهؤلاء الملأ حين راجعوا نبيهم في تعيين ملك تجتمع به كلمتهم ويلم متفرقهم، وتحصل له الطاعة منهم،
- أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحا وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب.
- أن العلم والرأي: مع القوة المنفذة بهما كمال الولايات، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها.
- أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر،
فالأول كما في قولهم لنبيهم { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } فكأنه نتيجة ذلك أنه لما كتب عليهم القتال تولوا،
والثاني في قوله: { ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله }
- أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان، وأنه لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.
- أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها.
يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض :
بما خصهم من بين سائر الناس بإيحائه وإرسالهم إلى الناس، ودعائهم الخلق إلى الله،
ثم فضل بعضهم على بعض بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة والنفع العام،
فمنهم من كلمه الله كموسى بن عمران خصه بالكلام،
ومنهم من رفعه على سائرهم درجات كنبينا صلى الله عليه وسلم الذي اجتمع فيه من الفضائل ما تفرق في غيره، وجمع الله له من المناقب ما فاق به الأولين والآخرين .
{ وآتينا عيسى ابن مريم البينات }
الدالات على نبوته وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه { وأيدناه بروح القدس }
أي: بالإيمان واليقين الذي أيده به الله وقواه على ما أمر به، وقيل أيده بجبريل عليه السلام يلازمه في أحواله
{ ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات }
الموجبة للاجتماع على الإيمان
{ ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } فكان موجب هذا الاختلاف التفرق والمعاداة والمقاتلة، ومع هذا فلو شاء الله بعد هذا الاختلاف ما اقتتلوا،
فدل ذلك على أن مشيئة الله نافذة غالبة للأسباب، وإنما تنفع الأسباب مع عدم معارضة المشيئة، فإذا وجدت اضمحل كل سبب، وزال كل موجب،
فلهذا قال { ولكن الله يفعل ما يريد } فإرادته غالبة ومشيئته نافذة،
وفي هذا ونحوه دلالة على أن الله تعالى لم يزل يفعل ما اقتضته مشيئته وحكمته، ومن جملة ما يفعله ما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الاستواء والنزول والأقوال، والأفعال التي يعبرون عنها بالأفعال الاختيارية.
فائدة :
كما يجب على المكلف معرفته بربه، فيجب عليه معرفته برسله، ما يجب لهم ويمتنع عليهم ويجوز في حقهم، ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة،
منها: أنهم رجال لا نساء، من أهل القرى لا من أهل البوادي، وأنهم مصطفون مختارون جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء والاختيار،
وأنهم سالمون من كل ما يقدح في رسالتهم من كذب وخيانة وكتمان وعيوب مزرية،
وأنهم لا يقرون على خطأ فيما يتعلق بالرسالة والتكليف، وأن الله تعالى خصهم بوحيه،
فلهذا وجب الإيمان بهم وطاعتهم ومن لم يؤمن بهم فهو كافر،
ومن قدح في واحد منهم أو سبه فهو كافر يتحتم قتله،
ودلائل هذه الجمل كثيرة، من تدبر القرآن تبين له الحق.
0 التعليقات :
إرسال تعليق