أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ️
درس الإستعاذة
فوائدالاستعاذة
العداوة بين الإنسان والشيطان عظيمة، والمعركة بينهما قائمة مستعرة إلى أن ينقضي عمر الإنسان ويلقى ربَّه إمَّا ناجيًا منتصرًا في معركة الشيطان وكيده، وإما منهزمًا ومأسورًا بين يديه.
ومن رحمة الله أن علمنا كيف نحفظ أنفسنا وأولادنا وأموالنا من الشيطان، ودلنا على الطريق للانتصار في هذه المعركة، وأن سلاحنا فيها هو الاستعاذة به سبحانه من شرور الشيطان،
وقد ورد ذلك في آيات كريمات من كتاب الله العزيز
قال سبحانه(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) (الأعراف200)
وقال سبحانه: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) (فصلت36)
وقال سبحانه: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)(النحل 98)
وقال سبحانه: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين* وأعوذ بك رب أن يحضرون)(المؤمنون 97-98).
(معنى الاستعاذة ): ألتجئ إلى الله ، وأعتصم به من الشيطان المطرود عن كل خير ، أن يضرّني في ديني أو دنياي أو يصدّني عن فعل ما أمرت به ، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه .
معنى الاستعاذة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " اعلم أن لفظ " عاذ " وما تصرف منها يدل على التحرز والتحصن والنجاة , وحقيقة معناها : الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه , ولهذا يسمى المستعاذ به معاذا كما يسمى ملجأ ووزرا " بدائع الفوائد 2/426
والاستعاذة هي: الاستجارة أي أستجير بالله دون غيره من سائر خلقه من الشيطان أن يضرني في ديني أو يصدني عن حق يلزمني لربي. تفسير ابن كثير 1/16 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومعنى أستعيذ بالله : أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه " ا.هـ إغاثة اللهفان 1/91
(أعوذ بالله )
أعوذ: ألجأ وأعتصم .
يعني ألتجيء إليك وأعتصم بك يا إلهي أن تعيذني وتحميني وتحفظني من كيد الشيطان ووسوسته أن يضلني في ديني أو يؤذيني في جسدي أو مالي وولدي.
الشيطان : إبليس ، وكل متمرِّدٍ من الجن والإنس والدواب وكل شيء .
(الشيطان) من الشَطَن وهو البُعد، فهو بعيدٌ ومُبعدٌ :
بعيدٌ عن الخير، ومُبْعدٌ ومطرودٌ عن الرحمة.
والشيطان اسم لكل عاتٍ من الجن والإنسان.
الرجيم : المرجوم المبعد المطرود عن الخير كله
و من الرحمة، بسبب استكباره على ربه وكفره وعناده.
صيغة الاستعاذة:
هناك صيغ متعددة من أشهرها:
الصيغة الأولى:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)،
كما في قوله عز وجل في سورة النحل
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وهو رأي الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله، ورأي أكثر القراء.
الصيغة الثانية:
(أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) وهذا قول الإمام أحمد جمعًا بين آية النحل (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وآية فصلت (فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
والأمر واسع في اختيار إحدى هذه الصيغ،
وأحسنها الأولى؛ لورودها في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام علمها الرجل عند الغضب.
حكم الاستعاذة:
الاستعاذة قبل التلاوة سنة مستحبة عند جماهير أهل العلم من الأئمة الأربعة رحمهم الله قال الله عز وجلَّ:(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
يجهر بها في المحافل الرسمية ومجالس العلم، وعند الابتداء في القراءة مع جماعة،
ويسر بها في الصلاة،
وقد اتفق العلماء على أن الاستعاذة ليست من القرآن.
️️
حالات الإستعاذة
١- وصل الجميع
يعني الإستعاذة والبسملة وبداية السورة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
٢- فصل الأول عن الثاني ووصل الثاني بالثالث
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم/
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
٣- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم /
قل هو الله أحد
٤- قطع الجميع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم/
بسم الله الرحمن الرحيم /
قل هو الله أحد
وكلها جائزة
️ الحكمة من الاستعاذة:
تطهير القلب من كل ما يشغل عن الله.
ودخوله العبد في حصن الله الحصين، وحرزه المتين، فيعصم من الشيطان الرجيم، فإذا استعاذ المؤمن مُقرًا بضعفه وعجزه، ومعترفًا بقدرة ربه عز وجل، وأنَّه الإلُه الأوحدُ والملكُ العظيمُ المتفردُ القادر على دفع ضرر الشيطان وكيده ووسوسته إذا اعتقد ذلك بصدق ويقين حفظه وعصمه رب العالمين.
قال الإمام المفسر ابن جُزيٍّ الكلبي رحمه الله تعالى في كتابه: "التسهيل لعلوم التنزيل":
"من استعاذ بالله صادقًا أعاذه، فعليك بالصدق،
نموذج :
امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمهم الله،
ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخًا إلا ابن مريم وأمه) "
مواضع الاستعاذة:
أولاً: في الصلاة:
تستحب الاستعاذة في الصلاة بعد دعاء الاستفتاح وقبل البسملة
وهي مستحبة للقراءة فتقرأ في كل ركعة على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وتستحب كذلك أثناء الصلاة عندما يوسوس الشيطان للإنسان فينسيه أنّه قائم بين يدي ربِّه يناجيه ويثني عليه ويمجده ويطلبه المعونة والهداية فيأتيه الشيطان ليشغله ويذهله عن هذا الخير الذي يحصل له، فيستحب له الاستعاذة والتفل عن يساره ثلاثًا كما ورد في الحديث.
ثانيًا: خارج الصلاة:
فهناك مواضع كثيرة منها:
عند وسوسة الشيطان وتشكيكه في خالق الكون فَيَسْتعِذُ باللهِ ويَنْتَهِ عن الاسترسال معه في ردِّ الوساوس فيدحر الشيطان ويطرد وينجو المؤمن ويحفظ.
وتستحب الاستعاذة عند الغضب لأن الشيطان يحضر عند الغضب فيزيد حدة الإنسان ويوقد جمرة الانتقام فإذا استعاذ بالله وتوضأ وغيَّر هيئته من قيام إلى قعود وجلوس انطفأت جمرة الغضب وزالت عنه وساوس الشيطان.
وتستحب قبل قراءة القرآن خارج الصلاة، فقراءة القرآن من أعظم الأمور التي تغيظ الشيطان؛ ولذا يحرص على التشويش على الإنسان، فإذا تركها القارئ أو قالها وهو شارد الذهن شوش عليه وأوقعه في الغلط فيخلط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه.
وعند دخول الخلاء بأن يقول: (اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ)
والخُبُثُ: جمع الذكور من الشياطين،
والخبائث: جمعُ الإِناث منهم والخلاء مكان حضورهم .
وعند سماع نباح الكلاب، ونهيق الحمير بالليل؛ لأنها تكون قد رأت شيطانًا، وحضور الشيطان مظنة للوسوسة والطغيان وعصيان الرحمن فناسب التعوذ لدفع ذلك.
وعند
نزغات الشيطان، وإغراءه بالسوء والفحشاء كما في قصة يوسف لما تعرضت له امرأة العزيز فبادرها قائلاً: (معاذ الله!!)
وإذا تأملنا معنى الاستعاذة نجد أنَّ فيها معنى الهرب من شيء مخوف،
فيوسف عليه السلام مع إغلاق الأبواب وتهيئة امرأة العزيز نفسها له وخلو المكان كان خوفُ الذنب حاضرًا وشديدًا؛ ولذا هرب يبغي النجاةَ! النجاةَ بدينه وإيمانه-والإيمانُ رأسُ المالِ، ورأس المال لايخاطرُ به!-، هرب إلى ربِّه ليحميه، ويعصمه.
وقريب من ذلك قصة مريم عليها السلام لما جاءها جبريل عليه السلام (قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا).
وبعد فإن الشيطان هو أعظم عدو للإنسان ولا يمكن لأحد أن يحميك أيها الإنسان ويحفظك وينصرك إلا الخالق العظيم سبحانه فنلتجئ إليه وحده في استعاذتنا ونهرب إلى حماه ونأوي إلى ساحة كرمه ورعايته نجد الحمى الآمن..
عند الرقية:
عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُعَوِّذُ حَسَناً وَحُسَيْناً يقول ( أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ من كل شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كل عَيْنٍ لاَمَّةٍ ) وكان يقول : ( كان إِبْرَاهِيمُ أبي يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) .رواه أحمد (2112) والنسائي في الكبرى ( 7726) وصححه الحاكم 3/183 وابن حبان (1012)
عند الأرق والفزع:
لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم من الفزع كلمات
( باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) .
أحمد (6696) والنسائي في الكبرى ( 10601) والترمذي(3662) وحسنه والحاكم وصححه 1/733
عند النزول فقد رَوَتْ خَوْلة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرُّهُ شَيْءٌ، حَتَّىٰ يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذٰلِكَ». ». أخرجه مسلم ( 6828 )
الاستعاذة من الشيطان من أذكار الصباح والمساء وعند النوم
فعَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ
« قَالَ أبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إذَا أَصْبَحْتُ وَإذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: قُلْ:
( اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاواتِ والأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ أشْهَدُ أَن لاَ إِله إ
ِلاّ أنْتَ أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وشِرْكِهِ. قَالَ قُلْهُ إذَا أَصْبَحْتَ وَإذَا أَمْسَيْتَ وإِذَا أخَذْتَ مَضْجَعَكَ ) .
رواه أحمد (52 ) وأبو داود (5063) والنسائي في الكبرى (10530) والترمذي (3523) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
0 التعليقات :
إرسال تعليق