{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }
تفسير السعدي
الآيتين ١٢٢ - ١٢٣
كرر الله سبحانه على بني إسرائيل التذكير بنعمته, وعظا لهم, وتحذيرا وحثا.
وخوفهم بيوم القيامة الذي { لَا تَجْزِي } فيه، أي: لا تغني { نَفْسٌ } ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين
{ عَنْ نَفْسٍ } ولو كانت من العشيرة الأقربين
{ شَيْئًا } لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه.
{ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا } أي: النفس, شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له,
ولا يرضى من العمل إلا ما أريد به وجهه، وكان على السبيل والسنة،
{ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي: فداء
{ ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب }
ولا يقبل منهم ذلك
{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي: يدفع عنهم المكروه،
فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه،
فقوله: { لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا } هذا في تحصيل المنافع،
{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } هذا في دفع المضار,
فهذا النفي للأمر المستقل به النافع.
{ ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل } هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض, كالعدل, أو بغيره, كالشفاعة،
فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين,
لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع, وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع, ويدفع المضار, فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته.
ملاحظة
السعدي أعاد التفسير كما سبق في الآيات ٤٧ - ٤٨
شرح الكلمات للجزائري
{ إسرائيل }: لقب يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام.
{ وبنو إسرائيل }: هم اليهود.
{ العالمين }: البشر الذين كانوا في زمانهم مطلقاً.
{ لا تجزي }: لا تقضي ولا تغني.
{ العدل }: الفداء.
{ شفاعة }: وساطة أحد.
أيسر التفاسير للجزائري
الآيتين ١٢٢ - ١٢٣
يعظ الرحمن عز وجل اليهود فيناديهم بأشرف ألقابهم
ويأمرهم بذكر نعمه تعالى عليهم وهي كثيرة،
ويأمرهم أن يذكروا تفضيله تعالى لهم على عالمي زمانهم
والمراد من ذكر النعم شكرها فهو تعالى في الحقيقة يأمرهم بشكر نعمه
وذلك بالإِيمان به وبرسوله والدخول في دينه الحق (الإِسلام)
كما يأمرهم باتقاء عذاب يوم القيامة
حيث لا تغني نفس عن نفس شيئاً
ولا يقبل منها فداء
ولا تنفعها شفاعة
وهذه هي نفس الكافر والمشرك حيث لا شفاعة تنال الكافر أو المشرك،
ولا يجد لهم ناصر ينصرهم فيدفع العذاب
إذ اتقاء عذاب يوم القيامة يكون بالإِيمان بالله ورسوله والعمل الصالح،
بعد التخلي عن الكفر والمعاصي.
هداية الآيتين للجزائري
- وجوب ذكر نعم الله على العبد ليجد بذلك دافعاً نفسياً لشكرها،
إذ غاية الذكر هي الشكر.
- وجوب اتقاء عذاب يوم القيامة بالإِيمان وصالح الأعمال بعد التخلي عن الشرك والعصيان.
- استحالة الفداء يوم القيامة، وتعذر وجود شافع يشفع لمن مات على الشرك لا بإخراجه من النار، ولا بتخفيف العذاب عنه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق