بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
{الم ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ
هُدًى لِلْمُتَّقِين}
هداية الآيات للجزائري
- تقوية الإيمان بالله تعالى وكتابه ورسوله،
الحث على طلب الهداية من الكتاب الكريم.
- بيان فضيلة التقوى.
تفسير السعدي
الآيتين الكريمة ١ - ٢
{ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * }
الحروف المقطعة في أوائل السور,
الأسلم فيها, السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مستند شرعي],
مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.
وقوله { ذَلِكَ الْكِتَابُ }
أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة, المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم,والحق المبين.
فـ { لَا رَيْبَ فِيهِ } ولا شك بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه, يستلزم ضده, إذ ضد الريب والشك اليقين،
فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب.
فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين
قال: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }
والهدى: ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه، وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.
وقال { هُدًى } وحذف المعمول, فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية, ولا للشيء الفلاني, لإرادة العموم,
وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية, ومبين للحق من الباطل,
والصحيح من الضعيف, ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم, في دنياهم وأخراهم.
وقال في موضع آخر: { هُدًى لِلنَّاسِ } فعمم.
وفي هذا الموضع وغيره { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق.
فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا. ولم يقبلوا هدى الله, فقامت عليهم به الحجة, ولم ينتفعوا به لشقائهم،الوصف: يد تشير بعدم الرضا
وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر, لحصول الهداية,
وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه, بامتثال أوامره, واجتناب النواهي, فاهتدوا به, وانتفعوا غاية الانتفاع.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }
فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية, والآيات الكونية.
ولأن الهداية نوعان:
هداية البيان,
وهداية التوفيق.
فالمتقون حصلت لهم الهدايتان,
وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق.
وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها,
ليست هداية حقيقية [تامة].
ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة, والأعمال الظاهرة,
لتضمن التقوى لذلك...
أيسر التفاسير للجزائري
الآيتين ١ - ٢
{ آلم }:هذه من الحروف المقطعة تكتب آلم. وتقرأ هكذا:
ألِفْ لام مِّيمْ.
والسور المفتتحة بالحروف المقطعة
تسع وعشرون سورة
أولها البقرة هذه وآخرها القلم " ن "
ومنها الأحادية مثل ص. وق، ون،
ومنها الثنائية مثل طه، ويس، وحم،
ومنها الثلاثية والرباعية والخماسية
ولم يثبت فى تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء وكونها من المتشابه الذى استأثر الله تعالى بعلمه إلى الصواب ولذا يقال فيها:
آلـم: الله أعلم بمراده بذلك
وقد استخرج منها بعض أهل العلم فائدتين:
الأولى : أنه لما كان المشركون يمنعون سماع القرآن مخافة أن يؤثر فى نفوس السامعين كان النطق بهذه الحروف حم.
طس. ق. كهيعص وهو منطق غريب عنهم
يستميلهم إلى سماع القرآن فيسمعون فيتأثرون وينجذبون فيؤمنون ويسمعون وكفى بهذه الفائدة من فائدة.
والثانية: لما انكر المشركون كون القرآن كلام الله أوحاه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كانت هذه الحروف بمثابة المتحدِّى لهم كأنها تقول لهم:
ان هذا القرآن مؤلف من مثل هذه الحروف فألفوا انتم مثله.
ويشهد بهذه الفائدة ذكر لفظ القرآن بعدها غالباً نحو { الـم ذلك الكتاب }.
{ الـر تلك آيات الكتاب }
{ طس تلك آيات القرآن }
كأنها تقول: إنه من مثل هذه الحروف تألف القرآن فألفوا أنتم نظيره فإن عجزتم فسلموا أنه كلام الله ووحيه وآمنوا به تفلحوا
يخبر تعالى أن ما أنزله على عبده ورسوله من قرآن يمثل كتاباً فخماً عظيماً لا يحتمل الشك ولا يتطرق إليه احتمال كونه غير وحى الله وكتابه بحال،
وذلك لإعجازه، وما يحمله من هدى ونور لأهل الايمان والتقوى يهتدون بهما الى ....سبيل السلام
فبادرن .. واستعن بالله ...
وجددن النية واحتسبن الأجر
جعلها الله فاتحة خير وهدى وبركة على جميع من التحق بمشروع
بالقرآن نرقى
0 التعليقات :
إرسال تعليق