{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهٓ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}*20* {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}*21*َ
مفردات من الجزائري
للآيتين ٢٠ ~ ٢١
{ يكاد }
: يقرب.
{ يخطف }:
يأخذه بسرعة.
{ أبصارهم }:
جمع بصر وهو العين المبصرة.
{ الناس }:
لفظ جمع لا مفرد له من لفظه، واحده إنسان.
{ اعبدوا }:
أطيعوا بالإيمان والامتثال للأمر والنهى مع غاية الحب لله والتعظيم.
{ ربكم }:
خالقكم ومالك أمركم وإلهكم الحق.
{ خلقكم }:
أوجدكم من العدم بتقدير عظيم.
{ تتقون }:
تتخذون وقاية تحفظكم من الله، وذلك بالإيمان والعمل الصالح بعد ترك الشرك والمعاصى.
أيسر التفاسيرللجزائري
للآيتين ٢٠ ~ ٢١
ومن جهة أخرى فإن البرق لشدته وسرعته يكاد يخطف أبصارهم فيعمون،
فإذا أضاء لهم البرق الطريق مشوا فى ضوئه واذا انقطع ضوء البرق وقفوا
حيراى خائفين،
ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم لأنه تعالى على كل شىء قدير
هذه حال أولئك المنافقين
والقرآن ينزل بذكر الكفر وهو ظلمات
وبذكر الوعيد وهو كالصواعق
والرعد وبالحجج والبينات وهى كالبرق فى قوة الاضاءة،
وهم خائفون أن ينزل القرآن بكشفهم وازاحة الستار عنهم فيؤخذوا،
فإذا نزل بآية لا تشير إليهم ولا تتعرض بهم مشوا فى إيمانهم الظاهر.
وإذا نزل بآيات فيها التنديد بباطلهم وما هم عليه وقفوا حائرين لا يتقدمون ولا يتأخرون
ولو شاء الله أخذ أسماعهم وأبصارهم
لأنهم لذلك أهل وهو على كل شىء قدير.
مناسبة الآية:
وَجْه المناسبة أنه تعالى لما ذكر المؤمنين المفلحين، والكافرين الخاسرين ذكر المنافقين وهم بين المؤمنين الصادقين والكافرين الخاسرين
ثم على طريقة الالتفات نادى الجميع بعنوان الناس ليكون نداء عاماللبشرية جمعاء فى كل مكان وزمان وأمرهم بعبادته ليقوا أنفسهم من الخسران.
معرفاً لهم نفسه ليعرفوه بصفات الجلال والكمال فيكون ذلك أَدعى لاستجابتهم له فيعبدونه عبادة:
تنجيهم من عذابه
وتكسبهم رضاه وجنته،
وختم نداءه لهم بتنبيههم عن اتخاذ شركاء له يعبدونهم معه مع علمهم أنهم لا يستحقون العبادة لعجزهم عن نفعهم أو ضرهم...
هداية اﻵيات للجزائري
للآيتين ٢٠ ~ ٢١
استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعانى إلى الأذهان.
خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم.
القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر
.شر الكفار المنافقون...
- وجوب عبادة الله تعالى، اذ هى عله الحياة كلها...
- وجوب معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته...
- تحريم الشرك صغيره وكبيره ظاهره وخفيه..
تفسير السعدي
للآيتين ٢٠ ~ ٢١
{ البَرْقٌ }
وهو الضوء [اللامع] المشاهد مع السحاب.
{ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ }
البرق في تلك الظلمات
{ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا } أي: وقفوا.
شرح المثل
فهكذا حال المنافقين, إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده, جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده, فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم, ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد, ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت, فهذا تمكن له السلامة. وأما المنافقون فأنى لهم السلامة, وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه, بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء.
ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي, ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } أي: الحسية،
ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم، { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.
وفي هذه الآية وما أشبهها, رد على القدرية القائلين بأن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى, لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله:
{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }...
هذا أمر عام لكل الناس, بأمر عام وهو..
العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
ثم استدل على وجوب عبادته وحده..
بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة,
وقوله تعالى:
{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه
وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك،
ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى,
وكلا المعنيين صحيح, وهما متلازمان،
فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين،
ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه....
للشيخ السعدي
يتبع ( المثل المائي)
٢١ العبودية وأهميتها
يــــــــارب
إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم
0 التعليقات :
إرسال تعليق