{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالله وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون}*28*َ
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}*29
️ معاني الكلمات للجزائري ️
{ كيف تكفرون بالله }:
الاستفهام هنا للتعجب مع التقريع والتوبيخ. لعدم وجود مقتض للكفر.
{ وكنتم أمواتاً فأحياكم }:
هذا برهان على بطلان كفرهم، إذ كيف يكفر العبد ربه وهو الذى خلقه بعد أن لم يك شيئا.
{ ثم يميتكم ثم يحييكم }:
إن إماتة الحي واحياء الميت كلاهما دال على وجود الرب تعالى وقدرته.
{ ثم إليه ترجعون }:
يريد بعد الحياة الثانية وهو البعث الآخر.
{ خلق لكم ما في الأرض جميعاً }:
أى أوجد ما أوجده من خيرات الأرض كل ذلك لأجلكم كي تنتفعوا به فى حياتكم.
{ ثم استوى الى السماء }:
علا وارتفع قهرا لها فكونها سبع سماوات.
{ فسواهن }:
: أتمّ خلقهن سبع سماوات تامات.
{ وهو بكل شىء عليم }:
إخبار بإحاطة علمه تعالى بكل شىء، وتدليل على قدرته وعلمه ووجوب عبادته...
أيسرالتفاسير للجزائري
الآيتين ٢٨ - ٢٩
ما زال الخطاب مع الكافرين الذين سبق وصفهم بأخس الصفات وأسوأ الأحوال حيث قال لهم على طريقة الالتفات موبخاً مقرعاً:
{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم } الآية.
وذكر من أدلة وُجوده وكرمه ما يصبح الكفر به من أقبح الأمور وصاحبه من احط الخلائق وأسوأهم حالا ومألا
فمن أدلة وجوده الإحياء بعد الموت والإِماتة بعد الإِحياء ومن أدلة كرمه وقدرته أن خلق الناس فى الأرض جميعا لتوقف حياتهم عليه وخلق السموات السبع،
وهو مع ذلك كله علمه محيط بكل شىء سبحانه لا إله إلا هو ولا رب سواه...
هداية الآيات من الجزائري
-إنكار الكفر بالله.
- إقامة البرهان على وجود الله وقدرته ورحمته.
- حلّية كل ما فى الأرض من مطاعم ومشارب وملابس ومراكب الا ما حرمه الدليل الخاص من الكتاب أو السنة لقوله:
{ خلق لكم ما في الأرض جميعا }..
تفسير السعدي
للآيتين٢٨ - ٢٩
هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار،
أي كيف يحصل منكم الكفر بالله; الذي خلقكم من العدم; وأنعم عليكم بأصناف النعم;
ثم يميتكم عند استكمال آجالكم; ويجازيكم في القبور;
ثم يحييكم بعد البعث والنشور; ثم إليه ترجعون;
فيجازيكم الجزاء الأوفى،
فإذا كنتم في تصرفه; وتدبيره; وبره; وتحت أوامره الدينية; ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي;
أفيليق بكم أن تكفروا به;
وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه وحماقة ؟؟؟؟؟
بل الذي يليق بكم أن تؤمنوا به وتتقوه وتشكروه وتخافوا عذابه; وترجوا ثوابه.
خلق لكم, "برا بكم ورحمة" جميع ما على الأرض, للانتفاع والاستمتاع والاعتبار.
وفي هذه الآية العظيمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة
لأنها سيقت في معرض الامتنان، يخرج بذلك الخبائث,
فإن [تحريمها أيضا] يؤخذ من محتوى الآية,ومعرفة المقصود منها,
وأنه خلقها لنفعنا, فما فيه ضرر,
فهو خارج من ذلك،
ومن تمام نعمته, منعنا من الخبائث, تنزيها لنا.
وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
{ اسْتَوَى }
ترد في القرآن على ثلاثة معاني:
فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها, الكمال والتمام, كما في قوله عن موسى
: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى }
وتارة تكون بمعنى " علا " و " ارتفع " وذلك إذا عديت بـ " على "
كما في قوله تعالى:
{ ثم استوى على العرش }
{ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ }
وتارة تكون بمعنى " قصد " كما إذا عديت بـ " إلى كما في هذه الآية،
أي: لما خلق تعالى الأرض,
قصد إلى خلق السماوات
{ فسواهن سبع سماوات }
فخلقها وأحكمها, وأتقنها,
{ وهو بكل شيء عليم }
فـ { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها }
و { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } يعلم السر وأخفى.
وكثيرا ما يقرن بين :
خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية,
وكما في قوله تعالى: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } لأن خلقه للمخلوقات, أدل دليل على علمه, وحكمته, وقدرتهْ.
التفسير الصـــوتي ...................
للشيخ السعدي
كتوطئه لإعمار الأرض
استفهام للتعجب مع دلائل البعث والوحدانية لله وتسخير الكون .
0 التعليقات :
إرسال تعليق