السبت، 21 فبراير 2015

مصنف ضمن:

تفسير سورة البقرة الايتين 102-103




{ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }


☀تفسير السعدي☀
☀الآيتين  ١٠٢- ١٠٣☀

⚡ ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع, ابتلي بالاشتغال بما يضره,
👈فمن ترك عبادة الرحمن, ابتلي بعبادة الأوثان,
👈ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه, ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه,
👈ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان,
👈ومن ترك الذل لربه, ابتلي بالذل للعبيد،
👈ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.
⚡كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتختلق من السحر على ملك سليمان حيث أخرجت الشياطين للناس السحر، وزعموا أن سليمان عليه السلام كان يستعمله وبه حصل له الملك العظيم.
 وهم كذبة في ذلك، فلم يستعمله سليمان،
بل نزهه الصادق في قيله: { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ } أي: بتعلم السحر, فلم يتعلمه،
 { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا } بذلك.
🔲{ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } من إضلالهم وحرصهم على إغواء بني آدم،
⚡ وكذلك اتبع اليهود السحر الذي أنزل على الملكين الكائنين بأرض بابل من أرض العراق،
🐚أنزل عليهما السحر امتحانا وابتلاء من الله لعباده فيعلمانهم السحر.
⚡{ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى } ينصحاه,
 و { يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } أي: لا تتعلم السحر فإنه كفر،
فينهيانه عن السحر، ويخبرانه عن مرتبته,
👈فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس والإضلال، ونسبته وترويجه إلى من برأه الله منه وهو سليمان عليه السلام،
👈وتعليم الملكين امتحانا مع نصحهما لئلا يكون لهم حجة.
🌀فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تعلمه الشياطين, والسحر الذي يعلمه الملكان,
🔲 فتركوا علم الأنبياء والمرسلين وأقبلوا على علم الشياطين, وكل يصبو إلى ما يناسبه.
🔲ثم ذكر مفاسد السحر فقال:
{ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما, لأن الله قال في حقهما: { وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } وفي هذا دليل على :
أن السحر له حقيقة، وأنه يضر بإذن الله، أي: بإرادة الله،
والإذن نوعان:
💦إذن قدري، وهو المتعلق بمشيئة الله, كما في هذه الآية،
💦وإذن شرعي كما في قوله تعالى في الآية السابقة: { فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ }
وفي هذه الآية وما أشبهها أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير، فإنها تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة في التأثير,
ولم يخالف في هذا الأصل من فرق الأمة غير القدرية في أفعال العباد، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة, فأخرجوها عن قدرة الله،
⚡فخالفوا كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة والتابعين.
🔲 ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة, ليس فيه منفعة لا دينية ولا دنيوية كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي،
💦كما قال تعالى في الخمر والميسر: { قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } فهذا السحر مضرة محضة, فليس له داع أصلا,
👈 فالمنهيات كلها إما مضرة محضة, أو شرها أكبر من خيرها.
👈كما أن المأمورات إما مصلحة محضة أو خيرها أكثر من شرها.
⚡{ وَلَقَدْ عَلِمُوا } أي: اليهود { لَمَنِ اشْتَرَاهُ } أي: رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة.
{ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } أي: نصيب, بل هو موجب للعقوبة, فلم يكن فعلهم إياه جهلا, ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة. { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } علما يثمر العمل ما فعلوه.

☀شرح الكلمات للجزائري ☀

💡{ ما تتلوا الشياطين }: الذي تتبعه وتقول به الشياطين من كلمات السحر.

💡{ على ملك سليمان }: على عهد ملك سليمان ووقت حكمه.

💡{ الشياطين }: جمع شيطان وهو من خبث وتمرد ولم يبق فيه قابلية للخير.

💡{ السحر }: هو كل ما لطف مأخذه وخفي سببه مما له تأثير على أعين الناس أو نفوسهم أو أبدانهم.

💡{ هاروت وماروت }: ملكان وجدا للفتنة.

💡{ فلا تكفر }: لا تتعلمْ منا السحر لتضر به فتكفرْ بذلك.

💡{ بين المرء وزوجه }: بين الرجل وامرأته.

💡{ اشتراه }: اشترى السحر بتعلمه والعمل به.

💡{ الخلاق }: النصيب والحظ.

💡{ ما شروا }: ما باعوا به أنفسهم.

💡{ لمثوبة }: ثواب وجزاء.
☀أيسر التفاسير للجزائري☀
☀الآيتين ١٠٢ - ١٠٣☀

⚡ما زال السياق الكريم في بيان ما عليه اليهود من الشر والفساد
⚡فيخبر تعالى أن اليهود لما نبذوا التوراة لتقريرها بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيدها لصحة دينه اتبعوا الأباطيل والترهات التي جمعها شياطين الإِنس والجن في صورة رُقىً وعزائم وكانوا يحدثون بها،
👈ويدّعون أنها من عهد سليمان بن داود عليهما السلام وأنها هي التى كان سليمان يحكم بها الإِنس والجن، ولازم هذا أن سليمان لم يكن رسولاً ولا نبياً وإنما كان ساحراً كافراً
👈فلذا نفى الله تعالى عنه ذلك بوقوله: { وما كفر سليمان }
⚡وأثبته للشياطين فقال: { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }.
⚡كما يعلمونهم ما أُلهِمَهُ الملكان هاروت وماروت ببابل العراق من ضروب السحر وفنونه وهنا أخبرنا تعالى عن ملكى الفتنة أنهما يقولان لمن جاءهما يريد تعلم السحر:
🌀إنما نحن فتنة فلا تكفر بتعلمك السحر وهذا القول منهما يفهم منه بوضوح أن أقوال الساحر وأعماله التي يؤثر بها على الناس منها ما هو كفر في حكم الله وشرعه قطعاً.
🔲كما أخبر تعالى في هذه الآية أن ما يتعلمه الناس من الملكين إنما يتعلمونه ليفرقوا بين الرجل وامرأته،
🔲وأن ما يحدث به من ضرر هو حاصل بإذن الله تعالى حسب سنته في الأسباب والمسببات
💦ولو شاء الله أن يوجد مانعاً يمنع من حصول الأمر بالضرر لفعل وهو على كل شىء قدير.
⚡فبهذا متعلموا السحر بسائر أنواعه إنما هم يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم🔲.
⚡وفي آخر الآية يقرر تعالى علم اليهود :
⚡بكفر الساحر ⚡ومتعلم السحر ⚡ومتعاطيه
🐚حيث أخبر تعالى أنهم لا نصيب لهم في الآخرة من النعيم المقيم فيها فلذا هم كفار قطعاً.
⚡وأخيراً يقبح تعالى ما باع به اليهود أنفسهم، ويسجل عليهم الجهل بنفي العلم إذ قال تعالى: { ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون }.
⚡و يفتح تعالى على اليهود باب التوبة فيعرض عليهم الإِيمان والتقوى فيقول: { ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون }.

☀هداية الآيتين للجزائري ☀

🌴- الاعراض عن الكتاب والسنة لتحريمهما الشر والفساد والظلم يفتح أمام المعرضين أبواب الباطل من القوانين الوضعية، والبدع الدينية، والضلالات العقلية قال تعالى:
{ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل (سبيل السّعادة والكمال) ويحسبون أنهم مهتدون }

🌴- كفر الساحر وحرمة تعلم السحر، وحرمة استعماله.

🌴- الله تعالى خالق الخير وَالضَّيْرِ ولا ضرر ولا نفع إلا بإذنه فيجب الرجوع إليه في جلب النفع، ودفع الضر بدعائه والضراعة إليه.

🌴- العلم المبهم كالظَّن الذي لا يقين معه لا يغير من نفسية صاحبه شيئاً فلا يحمله على فعل خير ولا على ترك شر بخلاف الرسوخ في العلم فإن صاحبه يكون لديه من صادق الرغبة وعظيم الرهبة ما يدفعه إلى الإِيمان والتقوى ويجنبه الشرك المعاصي. وهذا ظاهر في نفي الله تعالى العلم عن اليهود فى هاتين الآيتين.


حجر كريمالإذن القدري :
يتعلق بالاقدار كلها خيرها وشرها

فالإذن الكوني في الآية بمعنى المشيئة يعني أن الله شاء وجود الضرر من السحر وإن كان لايحبه ولايأمر به لكن لايقع شيء في ملكه وكونه إلا بمشيئه

حجر كريمالإذن الشرعي :
يتعلق بالأوامر الشرعية كالصلاة والعبادات..الخ
فيأذن بها الله لمن ارتضى من عباده
فالإذن الشرعي بمعنى بأمره الذي يحبه ويرضى عنه كما في قوله (فإنه نزله على قلبك بإذن الله) فإذا أذن الله إذنا شرعيا فمعنى ذلك أنه يحبه ويريده ويأمر به وإذا أذنا كونيا فلايلزم أن يكون محبوبا

علامة الضغط العاليتنبيه: 
الإذن في الآية كوني وليس شرعيا ..

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 بالقران نرقى .