السبت، 7 فبراير 2015

مصنف ضمن:

تفسير سورة البقرة من آيه 80 الى 82




وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)}وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 82 )
تفسير السعدي 
الآيات ٨٠ - ٨١ - ٨٢

ذكر أفعالهم القبيحة, ثم ذكر مع هذا:
 أنهم يزكون أنفسهم,
 ويشهدون لها بالنجاة من عذاب الله,
والفوز بثوابه,
وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة, أي: قليلة تعد بالأصابع,
فجمعوا بين الإساءة والأمن.
 ولما كان هذا مجرد دعوى, رد الله تعالى عليهم فقال:
💦{ قُلْ } لهم يا أيها الرسول :
⚡{ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا } أي بالإيمان به وبرسله وبطاعته, فهذا الوعد الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا يتبدل.
⚡{ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ؟ فأخبر تعالى أن صدق دعواهم متوقفة على أحد هذين الأمرين اللذين لا ثالث لهما:
👈 إما أن يكونوا قد اتخذوا عند الله عهدا, فتكون دعواهم صحيحة.
👈وإما أن يكونوا متقولين عليه فتكون كاذبة, فيكون أبلغ لخزيهم وعذابهم،
 وقد علم من حالهم أنهم لم يتخذوا عند الله عهدا, لتكذيبهم كثيرا من الأنبياء,
حتى وصلت بهم الحال إلى أن قتلوا طائفة منهم, ولنكولهم عن طاعة الله ونقضهم المواثيق، فتعين بذلك أنهم متقولون مختلقون, قائلون عليه ما لا يعلمون،
والقول عليه بلا علم, من أعظم المحرمات, وأشنع القبيحات.
حكم عام 
👈ثم ذكر تعالى حكما عاما لكل أحد, يدخل به بنو إسرائيل وغيرهم,
وهو الحكم الذي لا حكم غيره, لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين،
💎فقال: { بَلَى } أي: ليس الأمر كما ذكرتم, فإنه قول لا حقيقة له،
⚡ ولكن { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً } وهو نكرة في سياق الشرط, فيعم الشرك فما دونه،
👈 والمراد به هنا الشرك, بدليل قوله:
⭕ { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } أي: أحاطت بعاملها, فلم تدع له منفذا, وهذا لا يكون إلا الشرك,
🍃فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته.
⚡{ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية, وهي حجة عليهم كما ترى,
⚡ فإنها ظاهرة في الشرك, وهكذا كل مبطل يحتج بآية, أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه.
🌴{ وَالَّذِينَ آمَنُوا } بالله وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر،
💦{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين:
1 أن تكون خالصة لوجه الله,
2 متبعا بها سنة رسوله.
🔳 فحاصل هاتين الآيتين:
 أن أهل النجاة والفوز👈 هم أهل الإيمان والعمل الصالح،
 والهالكون 👈أهل النار المشركون بالله, الكافرون به.
شرح الكلمات للجزائري 

💡{أياماً معدودة}: أربعين يوماً وهذا من كذبهم وتضليلهم للعوام منهم ليصرفوهم عن الإسلام.

💡{أتخذتم عند الله عهداً}: الهمزة للاستفهام الانكارى، والعهد: الوعد المؤكد.

💡{سيّئة}: هذه سيئة الكفر والكذب على الله تعالى.

💡{أحاطت به}: الإِحاطة بالشيء: الالتفاف به والدوران عليه.

💡{خطيئته}: الخطيئة واحدة الخطايا وهى الذنوب عامة.

💡{الخلود}: البقاء الدائم إلى لا تحول معه ولا ارتحال.
أيسر التفاسير للجزائري
 الآيات ٨٠ - ٨١- ٨٢ 

وينكر عليهم بتجحهم الفارغ بأنهم لا يعذبون بالنار مهما كانت ذنوبهم ما داموا على ملة اليهود إلا أربعين يوما ثم يخرجون،
 وجائز أن يتم هذا لو كان هناك عهد من الله تعالى قطعه لهم به ولكن أين العهد؟
❌ إنما هو لادعاء كاذب فقط ثم يقرر العليم الحكيم سبحانه وتعالى حكمه في مصير الإنسان 🔥بدخول النار أو🍃 الجنة
💎 ذلك الحكم القائم على العدل والرحمة البعيد عن التأثر بالأنساب والأحساب
فيقول بلى، ليس الأمر كما تدعون،
 وإنما هي الخطايا والحسنات فمن كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فخَبّثتْ نفسَه ولوّثتها فهذا لا يُلائم خبث نفسه إلا النار، ومن آمن وعمل صالحاً فزكى بالإِيمان والعمل الصالح نفسه وطهرها فإنه لا يلائم طهارةَ روحه وزكاة نفسه إلا الجنة دار النعيم. أما الحسب والنسب والادعاءات الكاذبة فلا تأثير لها البتة.
 هداية الآيات للجزائري 

🌴- إبطال الإِنتفاع بالنّسب والإِنتساب، وتقرير أن سعادة الإِنسان كشقائه مردهما في السعادة إلى الإِيمان والعمل الصالح. وفي الشقاوة إلى الشرك والمعاصي.

🌴- التنبيه على خَطَرِ الذنوب صغيرها وكبيرها، وإلى العمل على تكفيرها بالتوبة والعمل الصالح قبل أن تحوط بالنفس فتحجبها عن التوبة والعياذ بالله.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 بالقران نرقى .