{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}َ *82*
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُون}*َ83*
شرح الكلمات للجزائري
اﻵيتين ٨٢-٨٣
{الخلود}:
البقاء الدائم إلى لا تحول معه ولا ارتحال..
البقاء الدائم إلى لا تحول معه ولا ارتحال..
{الميثاق}:
العهد المؤكد باليمين.
العهد المؤكد باليمين.
{حسناً}:
حسن القول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش.
حسن القول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش.
ذلك الحكم القائم على العدل والرحمة البعيد عن التأثر بالأنساب والأحساب
فيقول بلى، ليس الأمر كما تدعون،
وإنما هي الخطايا والحسنات فمن كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فخَبّثتْ نفسَه ولوّثتها فهذا لا يُلائم خبث نفسه إلا النار، ومن آمن وعمل صالحاً فزكى بالإِيمان والعمل الصالح نفسه وطهرها فإنه لا يلائم طهارةَ روحه وزكاة نفسه إلا الجنة دار النعيم. أما الحسب والنسب والادعاءات الكاذبة فلا تأثير لها البتة..
فيقول بلى، ليس الأمر كما تدعون،
وإنما هي الخطايا والحسنات فمن كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فخَبّثتْ نفسَه ولوّثتها فهذا لا يُلائم خبث نفسه إلا النار، ومن آمن وعمل صالحاً فزكى بالإِيمان والعمل الصالح نفسه وطهرها فإنه لا يلائم طهارةَ روحه وزكاة نفسه إلا الجنة دار النعيم. أما الحسب والنسب والادعاءات الكاذبة فلا تأثير لها البتة..
ما زال السياق الكريم في تذكير اليهود بما كان لأسلافهم من خير وغيره والمراد هدايتهم لو كانوا يهتدون،
فقد ذكرهم في الآية (83) بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق:
على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه.
وأن يحسنوا للوالدين ولذى القربى واليتامى والمساكين
وأن يقولوا للناس الحسن من القول
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة،
وندّد بصنيعهم حيث ينقض هذا العهد والميثاق أكثرهم ولم يفوا به..
هداية الآيات للجزائري
اﻵيتين ٨٢ ~ ٨٣
فقد ذكرهم في الآية (83) بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق:
على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه.
وأن يحسنوا للوالدين ولذى القربى واليتامى والمساكين
وأن يقولوا للناس الحسن من القول
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة،
وندّد بصنيعهم حيث ينقض هذا العهد والميثاق أكثرهم ولم يفوا به..
هداية الآيات للجزائري
اﻵيتين ٨٢ ~ ٨٣
- التنبيه على خَطَرِ الذنوب صغيرها وكبيرها، وإلى العمل على تكفيرها بالتوبة والعمل الصالح قبل أن تحوط بالنفس فتحجبها عن التوبة والعياذ بالله.
- مشروعية تذكير الناس ووعظهم بما يكون سبباً لهدايتهم.
- وجوب عبادة الله وتوحيده فيها.
- وجوب الإِحسان إلى الوالدين ولذوي القربى واليتامى والمساكين.
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا }
بالله وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر،
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين:
أن تكون خالصة لوجه الله,
متبعا بها سنة رسوله.
فحاصل هاتين الآيتين:
أن أهل النجاة والفوز هم أهل الإيمان والعمل الصالح،
والهالكون أهل النار المشركون بالله, الكافرون به...
وهذه الشرائع من أصول الدين, التي أمر الله بها في كل شريعة, لاشتمالها على المصالح العامة, في كل زمان ومكان, فلا يدخلها نسخ, كأصل الدين، ولهذا أمرنا بها في قوله: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } إلى آخر الآية.
فقوله: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } هذا من قسوتهم أن كل أمر أمروا به, استعصوا؛ فلا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة, والعهود الموثقة
{ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ }
هذا أمر بعبادة الله وحده, ونهى عن الشرك به، وهذا أصل الدين.
{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
أي: أحسنوا بالوالدين إحسانا، وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي
مما هو إحسان إليهم، وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين, أو عدم الإحسان والإساءة،
لأن الواجب الإحسان, والأمر بالشيء نهي عن ضده.
وللإحسان ضدان:
الإساءة, وهي أعظم جرما،
وترك الإحسان بدون إساءة, وهذا محرم,
لكن لا يجب أن يلحق بالأول،
كذا يقال في صلة الأقارب واليتامى, والمساكين، وتفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد, بل تكون بالحد.
ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال:
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف, ونهيهم عن المنكر, وتعليمهم العلم, وبذل السلام, والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.
ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله,
أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق, وهو الإحسان بالقول,
فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار,
ولهذا قال تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده, أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله, غير فاحش ولا بذيء, ولا شاتم, ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق, واسع الحلم, مجاملا لكل أحد, صبورا على ما يناله من أذى الخلق, امتثالا لأمر الله, ورجاء لثوابه
ثم أمرهم بإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد.
{ ثُمَّ } بعد هذا الأمر لكم بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل, عرف أن من إحسان الله على عباده أن أمرهم بها,, وتفضل بها عليهم وأخذ المواثيق عليكم
{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } على وجه الإعراض، لأن المتولي قد يتولى, وله نية رجوع إلى ما تولى عنه، وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع في هذه الأوامر، فنعوذ بالله من الخذلان. وقوله:
{ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ } هذا استثناء, لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أن قليلا منهم, عصمهم الله وثبتهم...
التفـــسير الصـــوتي .......
بالله وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر،
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين:
أن تكون خالصة لوجه الله,
متبعا بها سنة رسوله.
فحاصل هاتين الآيتين:
أن أهل النجاة والفوز هم أهل الإيمان والعمل الصالح،
والهالكون أهل النار المشركون بالله, الكافرون به...
وهذه الشرائع من أصول الدين, التي أمر الله بها في كل شريعة, لاشتمالها على المصالح العامة, في كل زمان ومكان, فلا يدخلها نسخ, كأصل الدين، ولهذا أمرنا بها في قوله: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } إلى آخر الآية.
فقوله: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } هذا من قسوتهم أن كل أمر أمروا به, استعصوا؛ فلا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة, والعهود الموثقة
{ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ }
هذا أمر بعبادة الله وحده, ونهى عن الشرك به، وهذا أصل الدين.
{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
أي: أحسنوا بالوالدين إحسانا، وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي
مما هو إحسان إليهم، وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين, أو عدم الإحسان والإساءة،
لأن الواجب الإحسان, والأمر بالشيء نهي عن ضده.
وللإحسان ضدان:
الإساءة, وهي أعظم جرما،
وترك الإحسان بدون إساءة, وهذا محرم,
لكن لا يجب أن يلحق بالأول،
كذا يقال في صلة الأقارب واليتامى, والمساكين، وتفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد, بل تكون بالحد.
ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال:
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف, ونهيهم عن المنكر, وتعليمهم العلم, وبذل السلام, والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.
ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله,
أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق, وهو الإحسان بالقول,
فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار,
ولهذا قال تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده, أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله, غير فاحش ولا بذيء, ولا شاتم, ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق, واسع الحلم, مجاملا لكل أحد, صبورا على ما يناله من أذى الخلق, امتثالا لأمر الله, ورجاء لثوابه
ثم أمرهم بإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد.
{ ثُمَّ } بعد هذا الأمر لكم بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل, عرف أن من إحسان الله على عباده أن أمرهم بها,, وتفضل بها عليهم وأخذ المواثيق عليكم
{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } على وجه الإعراض، لأن المتولي قد يتولى, وله نية رجوع إلى ما تولى عنه، وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع في هذه الأوامر، فنعوذ بالله من الخذلان. وقوله:
{ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ } هذا استثناء, لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أن قليلا منهم, عصمهم الله وثبتهم...
التفـــسير الصـــوتي .......
اﻵيات ٨٢ ~ ٨٣
الثﻻثاء
0 التعليقات :
إرسال تعليق