الأربعاء، 11 فبراير 2015

مصنف ضمن:

تفسير سورة البقرة من آيه 84 الى 86




وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}
☀تفسير السعدي☀
☀الأيات٨٤ - ٨٥ - ٨٦ ☀

👈 وهذا الفعل المذكور في هذه الآية,
 فعل للذين كانوا في زمن الوحي بالمدينة، وذلك أن الأوس والخزرج - وهم الأنصار - كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مشركين,
⚡وكانوا يقتتلون على عادة الجاهلية،
💦فنزلت عليهم الفرق الثلاث من فرق اليهود, بنو قريظة, وبنو النضير, وبنو قينقاع،
🌟فكل فرقة منهم حالفت فرقة من أهل المدينة.
👈فكانوا إذا اقتتلوا أعان اليهودي حليفه على مقاتليه الذين تعينهم الفرقة الأخرى من اليهود, فيقتل اليهودي اليهودي, ويخرجه من دياره إذا حصل جلاء ونهب،
⚡ثم إذا وضعت الحرب أوزارها, وكان قد حصل أسارى بين الطائفتين فدى بعضهم بعضا.
💦والأمور الثلاثة كلها قد فرضت عليهم،
🍁ففرض عليهم أن لا يسفك بعضهم دم بعض,
🍁ولا يخرج بعضهم بعضا،
🍁 وإذا وجدوا أسيرا منهم, وجب عليهم فداؤه، فعملوا بالأخير وتركوا الأولين,
فأنكر الله عليهم ذلك فقال: { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ }
وهو فداء الأسير { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } وهو القتل والإخراج.
🌴 وفيها أكبر دليل على أن الإيمان يقتضي فعل الأوامر واجتناب النواهي، وأن المأمورات من الإيمان،🌴
 قال تعالى: { فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
👆وقد وقع ذلك فأخزاهم الله, وسلط رسوله عليهم, فقتل من قتل, وسبى من سبى منهم, وأجلى من أجلى.
 { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ } أي: أعظمه
⚡{ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ثم أخبر تعالى عن السبب الذي أوجب لهم الكفر ببعض الكتاب, والإيمان ببعضه فقال:
👈{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ } توهموا أنهم إن لم يعينوا حلفاءهم حصل لهم عار, فاختاروا النار على العار،
⚡ فلهذا قال: { فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ } بل هو باق على شدته, ولا يحصل لهم راحة بوقت من الأوقات، { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي: يدفع عنهم مكروه.
☀شرح الكلمات للجزائري☀

💡{سفك الدماء}: إراقتها وصبها بالقتل والجراحات.

💡{تطاهرون}: قرئ تظّاهرون، وتظاهرون بتاء واحدة ومعناه تتعاونون.
{بالإِثم والعدوان}: الإِثم: الضار الموجب للعقوبة، والعدوان الظلم.

💡{أسارى}: جمع أسير: من أخذ في الحرب.

💡{الخزي}: الذل والمهانة.
☀أيسر التفاسير للجزائري☀
☀الآيات ٨٤ - ٨٥ - ٨٦ ☀

⚡ذكرهم بميثاق خاص أخذه عليهم في التوراة أيضاً وهو :
🌾الإِسرائيلي لا يقتل الإِسرائيلي
🌾ولا يخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه،
🌾وإذا وقع في الأسر وجب فكاكه بكل وسيلة ولا يجوز تركه أسيرا بحال،
👆أخذ عليهم بهذا ميثاقاً غليظاً وأقروا به وشهدوا عليه
⚡ثم وبّخهم على عدم وفائهم بما التزموا به حيث صار اليهودي يقتل اليهودي ويخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه.
⚡ وفي نفس الوقت إن أتاهم يهودي أسيراً فََدَوهُ بالغالي والرخيص،
🌟 فندد الله تعالى بصنيعهم هذا الذي هو إهمال الواجب وقيامٌ بآخر تبعاً لأهوائهم فكانوا كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض
⚡ومن هنا توعدهم بخزي الدنيا وعذاب الآخرة.
⚡أخبر أنهم بصنيعهم ذلك اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فكان جزاؤهم عذاب الآخرة حيث لا يخفف عنهم ولا ينصرون فيه بدفعه عنهم.
☀ هداية من الجزائري☀

🌴- تعرض أمة الإِسلام لخزي الدنيا وعذاب الآخرة بتطبيقها بعض أحكام الشريعة وإهمالها البعض الآخر.

🌴- كفر من يتخير أحكام الشرع فيعمل ما يوافق مصالحه وهواه، ويهمل ما لا يوافق.

🌴- كفر من لا يقيم دين الله إعراضاً عنه وعدم مبالاة به.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 بالقران نرقى .