{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}
☀تفسير السعدي ☀
☀الآيات ٧٨ - ٧٩ ☀
⚡{ وَمِنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب
🔲 { أُمِّيُّونَ } أي: عوام, ليسوا من أهل العلم،
❌{ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ } أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط, وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم,
وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم.
⚡ فذكر في هذه الآيات :
💦علماءهم, وعوامهم, ومنافقيهم, ومن لم ينافق منهم,
❌فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال،
❌والعوام مقلدون لهم, لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين.
⚡توعد تعالى المحرفين للكتاب, الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون: { هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }
👈وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق, وإنما فعلوا ذلك مع علمهم
⚡ { لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل، فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس,
✌فظلموهم من وجهين:
🍂 من جهة تلبيس دينهم عليهم,
🍂ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق,
بل بأبطل الباطل, وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما،
👈ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال:
⚡ { فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } أي: من التحريف والباطل
⚡ { وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } من الأموال💰 🌀والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد.
⚡قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: { أَفَتَطْمَعُونَ } إلى { يَكْسِبُونَ }
🍂 فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة, على ما أصله من البدع الباطلة.
🍂وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني,
🍁وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه،
🍁 ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا
وقال: إنه من عند الله
👈, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين, وهذا معنى الكتاب والسنة, وهذا معقول السلف والأئمة,
⚡وهذا هو أصول الدين, الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية،
🍁 ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة, لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.
👈وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة, كالرافضة, وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.
☀شرح الكلمات للجزائري ☀
💡{أميون}: الأمي: المنسوب إلى أمه ما زال في حجر أمه لم يفارقه فلذا هو لم يتعلم الكتابة والقراءة.
💡{أمانى}: الآمانى جمع أمنية وهى إمّا ما يتمناه المرء في نفسه من شيء يريد الحصول عليه، وإما القراءة من تمنى الكتاب إذا قرأه.
💡{ويل}: الويل: كلمة تقال لمن وقع في هلكة أو عذاب.
💡{الكتاب}: ما يكتبه علماء اليهود من أباطيل وينسبونه إلى الله تعالى ليتوصلوا به إلى أغراض دَنِيَّةِ من متاع الدنيا القليل.
💡{من عند الله}: ينسبون ما كتبوه بأيديهم إلى التوراه بوصفها كتاب الله ووحيه إلى موسى عليه السلام.
💡{يكسبون}: الكسب يكون في الخير، وهو هنا في الشر فيكون من باب التهكم بهم.
☀أيسر التفاسير للجزائري☀
☀ الآيات ٧٨ - ٧٩ ☀
⚡من جَهْلِ بعضهم بما في التوراة وعدم العلم بما فيها من الحق والهدى والنور ما دل عليه قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ}
👈أي إلاَّ مُجرَّد قراءة فقط أما إدراك المعاني الموجبة لمعرفة الحق والإِيمان به واتباعه فليس لهم فيها نصيب، وما يقولونه ويتفوهون به لم يَعْدُ الْخَرْصَ والظَّنُّ الكاذِبَ.
⚡يتوعد الرب تبارك وتعالى بالعذاب الأليم أولئك المضللين من اليهود الذين يحرفون كلام الله، ويكتبون أموراً من الباطل وينسبونها إلى الله تعالى ليتوصلوا بها إلى أغراض دنيوية سافلة.
☀ هداية الآيات للجزائري ☀
🌴- قبح الجهل بالله وبصفاته العلا وأسمائه الحسنى.
🌴- ما كل من يقرأ الكتاب يفهم معانية فضلا عن معرفة حكمه وأسراره وواقع أكثر المسلمين اليوم شاهد على هذا فإن حفظة القرآن منهم من لا يعرفون معانيه فضلا عن غير الحافظين له.
🌴- التحذير الشديد من الفتاوى الباطلة التي تحرم ما أحل الله أو تحلل ما حرم ليتوصل صاحبها إلى غرض دنيوي كمال، أو حظوة لدى ذي سلطان.
0 التعليقات :
إرسال تعليق