السبت، 7 فبراير 2015

مصنف ضمن:

تفسير سورة البقرة الايتين 78-79





{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ }(79)

تفسير السعدي 
الآيات ٧٨ - ٧٩ 

⚡{ وَمِنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب
🔲 { أُمِّيُّونَ } أي: عوام, ليسوا من أهل العلم،
❌{ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ } أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط, وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم,
وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم.
⚡ فذكر في هذه الآيات :
💦علماءهم, وعوامهم, ومنافقيهم, ومن لم ينافق منهم,
فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال،
والعوام مقلدون لهم, لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين.
توعد تعالى المحرفين للكتاب, الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون: { هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }
👈وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق, وإنما فعلوا ذلك مع علمهم
⚡ { لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل، فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس,
فظلموهم من وجهين:
🍂 من جهة تلبيس دينهم عليهم,
🍂ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق,
بل بأبطل الباطل, وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما،
👈ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال:
⚡ { فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } أي: من التحريف والباطل
⚡ { وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } من الأموال💰 🌀والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد.
قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: { أَفَتَطْمَعُونَ } إلى { يَكْسِبُونَ }
🍂 فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة, على ما أصله من البدع الباطلة.
🍂وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني,
🍁وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه،
🍁 ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا
وقال: إنه من عند الله
👈, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين, وهذا معنى الكتاب والسنة, وهذا معقول السلف والأئمة,
وهذا هو أصول الدين, الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية،
🍁 ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة, لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.

👈وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة, كالرافضة, وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.


شرح الكلمات للجزائري 

💡{أميون}: الأمي: المنسوب إلى أمه ما زال في حجر أمه لم يفارقه فلذا هو لم يتعلم الكتابة والقراءة.

💡{أمانى}: الآمانى جمع أمنية وهى إمّا ما يتمناه المرء في نفسه من شيء يريد الحصول عليه، وإما القراءة من تمنى الكتاب إذا قرأه.

💡{ويل}: الويل: كلمة تقال لمن وقع في هلكة أو عذاب.

💡{الكتاب}: ما يكتبه علماء اليهود من أباطيل وينسبونه إلى الله تعالى ليتوصلوا به إلى أغراض دَنِيَّةِ من متاع الدنيا القليل.

💡{من عند الله}: ينسبون ما كتبوه بأيديهم إلى التوراه بوصفها كتاب الله ووحيه إلى موسى عليه السلام.

💡{يكسبون}: الكسب يكون في الخير، وهو هنا في الشر فيكون من باب التهكم بهم.
أيسر التفاسير للجزائري
 الآيات ٧٨ - ٧٩ 

من جَهْلِ بعضهم بما في التوراة وعدم العلم بما فيها من الحق والهدى والنور ما دل عليه قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ}
👈أي إلاَّ مُجرَّد قراءة فقط أما إدراك المعاني الموجبة لمعرفة الحق والإِيمان به واتباعه فليس لهم فيها نصيب، وما يقولونه ويتفوهون به لم يَعْدُ الْخَرْصَ والظَّنُّ الكاذِبَ.
يتوعد الرب تبارك وتعالى بالعذاب الأليم أولئك المضللين من اليهود الذين يحرفون كلام الله، ويكتبون أموراً من الباطل وينسبونها إلى الله تعالى ليتوصلوا بها إلى أغراض دنيوية سافلة.


 هداية الآيات للجزائري 


🌴- قبح الجهل بالله وبصفاته العلا وأسمائه الحسنى.

🌴- ما كل من يقرأ الكتاب يفهم معانية فضلا عن معرفة حكمه وأسراره وواقع أكثر المسلمين اليوم شاهد على هذا فإن حفظة القرآن منهم من لا يعرفون معانيه فضلا عن غير الحافظين له.

🌴- التحذير الشديد من الفتاوى الباطلة التي تحرم ما أحل الله أو تحلل ما حرم ليتوصل صاحبها إلى غرض دنيوي كمال، أو حظوة لدى ذي سلطان.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 بالقران نرقى .