تفسير السعدي رحمه الله
الآيات ١٦٧ - ١٦٨ - ١٦٩
وحينئذ يتمنى التابعون أن يردوا إلى الدنيا فيتبرأوا من متبوعيهم, بأن يتركوا الشرك بالله, ويقبلوا على إخلاص العمل لله،
وهيهات, فات الأمر, وليس الوقت وقت إمهال وإنظار،
ومع هذا, فهم كذبة, فلو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وإنما هو قول يقولونه, وأماني يتمنونها,
حنقا وغيظا على المتبوعين لما تبرأوا منهم والذنب ذنبهم، فرأس المتبوعين على الشر,
إبليس, ومع هذا يقول لأتباعه لما قضي الأمر { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ }
هذا خطاب للناس كلهم, مؤمنهم وكافرهم، فامتن عليهم بأن أمرهم أن يأكلوا من جميع ما في الأرض، من حبوب, وثمار, وفواكه, وحيوانات,
حالة كونها { حَلَالًا } أي: محللا لكم تناوله، ليس بغصب ولا سرقة, ولا محصلا بمعاملة محرمة أو على وجه محرم، أو معينا على محرم.
{ طَيِّبًا } أي: ليس بخبيث, كالميتة والدم, ولحم الخنزير, والخبائث كلها، ففي هذه الآية, دليل على أن الأصل في الأعيان الإباحة، أكلا وانتفاعا,
وأن المحرم نوعان:
إما محرم لذاته, وهو الخبيث الذي هو ضد الطيب،
وإما محرم لما عرض له, وهو المحرم لتعلق حق الله, أو حق عباده به, وهو ضد الحلال.
حكم
وفيه دليل على أن الأكل بقدر ما يقيم البنية واجب, يأثم تاركه لظاهر الأمر،
ولما أمرهم باتباع ما أمرهم به - إذ هو عين صلاحهم
نهاهم عن اتباع { خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ }
أي: طرقه التي يأمر بها, وهي جميع المعاصي من كفر, وفسوق, وظلم، ويدخل في ذلك تحريم السوائب, والحام, ونحو ذلك، ويدخل فيه أيضا تناول المأكولات المحرمة،
{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } أي: ظاهر العداوة, فلا يريد بأمركم إلا غشكم, وأن تكونوا من أصحاب السعير..
فلم يكتف ربنا بنهينا عن اتباع خطواته, حتى أخبرنا - وهو أصدق القائلين - بعداوته الداعية للحذر منه,
ثم لم يكتف بذلك, حتى أخبرنا بتفصيل ما يأمر به, وأنه أقبح الأشياء, وأعظمها مفسدة فقال:
{ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ } أي:
الشر الذي يسوء صاحبه, فيدخل في ذلك, جميع المعاصي،
فيكون قوله: { وَالْفَحْشَاءِ } من باب عطف الخاص على العام:
لأن الفحشاء من المعاصي, ما تناهى قبحه, كالزنا, وشرب الخمر, والقتل, والقذف, والبخل ونحو ذلك, مما يستفحشه من له عقل،
{ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
فيدخل في ذلك:
القول على الله بلا علم, في شرعه, وقدره:
فمن وصف الله بغير ما وصف به نفسه,
أو وصفه به رسوله,
أو نفى عنه ما أثبته لنفسه,
أو أثبت له ما نفاه عن نفسه,
فقد قال على الله بلا علم،
ومن زعم أن لله ندا, وأوثانا, تقرب من عبدها من الله, فقد قال على الله بلا علم،
ومن قال: إن الله أحل كذا, أو حرم كذا, أو أمر بكذا, أو نهى عن كذا, بغير بصيرة, فقد قال على الله بلا علم،
ومن قال: الله خلق هذا الصنف من المخلوقات, للعلة الفلانية بلا برهان له بذلك, فقد قال على الله بلا علم،
ومن أعظم القول على الله بلا علم, أن يتأول المتأول كلامه, أو كلام رسوله, على معان اصطلح عليها طائفة من طوائف الضلال, ثم يقول: إن الله أرادها،
فالقول على الله بلا علم, من أكبر المحرمات, وأشملها, وأكبر طرق الشيطان التي يدعو إليها, فهذه طرق الشيطان التي يدعو إليها هو وجنوده, ويبذلون مكرهم وخداعهم, على إغواء الخلق بما يقدرون عليه.
وأما الله تعالى, فإنه يأمر بالعدل والإحسان, وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي،
فلينظر العبد نفسه, مع أي الداعيين هو, ومن أي الحزبين؟
أتتبع داعي الله الذي يريد لك الخير والسعادة الدنيوية والأخروية, الذي كل الفلاح بطاعته, وكل الفوز في خدمته, وجميع الأرباح في معاملة المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة, الذي لا يأمر إلا بالخير, ولا ينهى إلا عن الشر،
أم تتبع داعي الشيطان, الذي هو عدو الإنسان, الذي يريد لك الشر, ويسعى بجهده على إهلاكك في الدنيا والآخرة؟ الذي كل الشر في طاعته, وكل الخسران في ولايته،
الذي لا يأمر إلا بشر, ولا ينهى إلا عن خير.
شرح الكلمات للجزائري
{ كرَّة }: رجعة وعودة إلى الحياة الدنيا.
{ الحسرات }: جمع حسرة وهي الندم الشديد الذي يكاد يحسر صاحبه فيقعد به عن الحركة والعمل.
{ الحلال }: ما انحلت عقدة الحظر عنه وهو ما أذن الله تعالى فيه.
{ الطيب }: ما كان طاهراً غير نجس، ولا مستقذر تعافه النفوس.
{ خطوات الشيطان }: الخطوات جمع خطوة وهي المسافة بين قدمي الماشي والمراد بها هنا مسالك الشيطان وطرقة المفضية بالعبد إلى تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم.
{ عدو مبين }: عداوته بينة وكيف وهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة وأكثر الشرور والمفاسد في الدنيا إنما هي بوسواسه وإغوائه.
{ السوء }: كل ما يسوء النفس ويصيبها بالحزن الغم ويدخل فيها سائر الذنوب.
{ الفحشاء }: كل خصلة قبيحة كالزنا واللواط والبخل وسائر المعاصي ذات القبح الشديد.
أيسر التفاسير للجزائري
الآيات ١٦٧ - ١٦٨ - ١٦٩
بعد ذلك العرض لأحوال أهل الشرك والمعاصي
والنهاية المرة التي انتهوا إليها وهي الخلود في عذاب النار
نادى الرب ذو الرحمة الواسعة البشرية جمعاء { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض }
وهو عطاؤه وإفضاله، حلالاً طيباً حيث أذن لهم فيه
وأما ما لم يأذن لهم فيه فإنه لا خير لهم في أكله لما فيه من الأذى لأبدانهم وأرواحهم معاً،
ثم نهاهم عن اتباع آثار عدوه وعدوهم فإنهم إن اتبعوا خطواته :
قادهم إلى حيث شقاؤهم وهلاكهم،
وأعلمهم وهو ربهم أن الشيطان لا يأمرهم إلا بما يضر أبدانهم وأرواحهم السوء وهو كل ما يسوء النفس والفحشاء وهي أقبح الأفعال وأردى الأخلاق
وأفظع من ذلك أن يأمرهم بأن يكذبوا على الله فيقولوا عليه مالا يعلمون فيحرمون ويحللون ويشرعون باسم الله،
والله في ذلك برىء وهذه قاصمة الظهر والعياذ بالله تعالى.
هداية الآيات للجزائري
- وجوب طلب الحلال والاقتصار على العيش منه ولو كان ضيقاً قليلاً.
- الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله تعالى فلا يستقل العقل بشىء من ذلك.
- حرمة اتباع مسالك الشيطان وهي كل معتقد أو قول أو عمل نهى الله تعالى عنه.
- وجوب الابتعاد عن كل سوء وفحش لأنهما مما يأمر بهما الشيطان.
(ولا تتبعوا خطوات الشيطان )
آية ١٦٨
خطوات الشيطان
الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله
البدعة وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي، لأن ضررها في نفس الدين وهو ضرر متعد
الكبائر على اختلاف أنواعها فهو أشد حرصا على أن يوقع فيها.
الصغائر التي إذا اجتمعت أهلكت صاجها
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب،
إشغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب، بل عاقبتها فوت الثواب الذي ضاع عليه باشتغاله بها،
أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه، ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل. فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له. إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه.
فإذا أعجزه العبد من هذه المراتب الست وأعيا عليه سلط عليه حزبه من الإنس والجن بأنواع الأذى.
كان التعداد إختصارات من كتاب بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله.
المشاعر الإيمانية
+ كتابة نموذج ؟؟ واسئلة المسابقة ؟؟
الآيات ١٦٥ - ١٦٦ - ١٦٧ - ١٦٨
الآيات تصور مشهد مُبكي من مشاهد يوم القيامة ..
حيث يتبرأ من اتبع غير الله
ومن أحب غير الله كحب الله
مِن الذي اتبعه وأحبه حين يرى العذاب وأن لا حول ولا قوة إلا لله
وحين يرى شدة العذاب وعجزه وضعفه وأن لا حول له ولاقوة ولا لمن اتبعه ...
وللأسف
في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم
العودة ياعباد الله
لنرجع إلى الله
ولنحب الله
ونترك محبة غيره
قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}قَالَ:(الْمَوَدَّةُ)
والحمد لله نحن فوق الأرض ولنا قلوب نعقل بها
لنتبرأ من الشيطان وأفعاله
ومن الكفار وموالاتهم وتقليدهم
ومن المغنين وسماعهم
ومن الفنانين ومشاهدتهم
ومن ....
قبل أن يتبرأوا منا
تعصي الإله وأنت تُظهر حبَّه
هذا لعمري في المقال بديـعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيـعُ
يا الله ردنا لك رداً جميلا
وتأتي تكملة المشهد القرآني
فيتبرأ المُتَبعون في يوم القيامة من الذين اتبعوهم في الدنيا فتشتد عليهم الحسرة..
نار...وعذاب...ولا معين ولا نصير
فيقولون لو أرجعتنا يارب للدنيا لتبرأنا منهم وما اتباعناهم ولا أحببناهم ولا عظمناهم
ولكن في حين لا يندفع الندم ...
فتكون أعمالهم في الدنيا حسرةً عليهم في الآخرة وخلود في النار
نسأل الله السلامة
العودة العودة نحن في دار العمل
فإن من أشرك مع الله في العبادة
ومن أشرك مع الله في المحبة
ومن أحب الفنانين ومن قلدت الفنانات ولبست لباس الكافرات ومن حولت أُنوثتها فسميت البوية ومن أحبت الشذود فكانت من الإيموا
ومن عشق العشق المحرم و....
س ١ ؟؟
اكتبي نموذج واحد رأيتيه عن هذا المعنى؟
من ...............
كلهم سيندمون إن لم يتوبوا
وسيكرهون من أحبوهم وقلدوهم
وسيكون من الغيظ تمني العودة ليتبرأوا منهم
ولكن هيهات لا عودة ولا عمل
والحذر الحذر
الحلال كثير والحرام معدود
والحذر من خطوات الشيطان فإنه العدو الأول لبني آدم ...
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن وخطواتهم .
س٢ عددي ثلاث من خطوات الشيطان ؟
١-
٢-
٣-
0 التعليقات :
إرسال تعليق