ملخص ايسر التفاسير للجزائري
الآيات ١٩٣ - ٢٠٣
وقوله تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } فهي مقررة لحكم سابقاتها إذ فيها بقتال المشركين الذين قاتلوهم قتالاً يستمر حتى لا يبقى في مكة من يضطهد في دينه ويفتن فيه ويكون الدين كله لله فلا يعبد غيره،
وقوله فإن انتهوا من الشرك بأن أسلموا ووحدوا فكفوا عنهم ولا تقاتلوهم،
إذ لا عدوان إلا على الظالمين وهم بعد إسلامهم ما أصبحوا ظالمين.
الآية في سياق ما قبلها تشجع المؤمنين المعتدى عليها على قتال أعدائهم
وتعلمهم أن من قاتلهم في الشهر الحرام فليقاتلوه في الشهر الحرام،
ومن قاتلهم في الحرم فليقاتلوه في الحرم،
ومن قاتلهم وهم محرمون فليقاتلوه وهو محرم،
وهكذا الحرمات قصاص بينهم ومساواة.
ومن اعتدى عليهم فليعتدوا عليه بمثل اعتدائه عليهم،
وأمرهم بتقواه عز وجل وأعلمهم أنه معهم ما اتقوه بالتسديد والعون والنصر.
و أمرهم بإنفاق المال للجهاد لإِعداد العدة وتسيير السرايا والمقاتلين
ونهاهم أن يتركوا الإِنفاق في سبيل الله الذي هو الجهاد فإنهم متى تركوا الإِنفاق والجهاد كانوا كمن ألقى بيده في الهلاك،
وذلك أن العدو المتربص بهم إذا رآهم قعدوا عن الجهاد غزاهم وقاتلهم وانتصر عليهم فهلكوا.
كما أمرهم بالإِحسان في أعمالهم كافة وإحسان الأعمال إتقانها وتجويدها.
وتنقيتها من الخلل والفساد، ووعدهم إن هم أحسنوا أعمالهم بتأييدهم ونصرهم
فقال تعالى{ وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } ومن أحبه الله أكرمه ونصره وما أهانه ولا خذله.
يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يتموا الحج والعمرة له سبحانه وتعالى
فيأتوا بها على الوجه المطلوب
وأن يريدوا بهما الله تعالى،
ويخبرهم أنهم إذا أحصروا فلم يتمكنوا من إتمامها فالواجب عليهم :
أن يذبحوا أن ينحروا ما تيسر لهم فإذا ذبحوا أو نحروا حلوا من إحرامهم،
وذلك بحلق شعر رؤوسهم أو تقصيره،
كما أعلمهم أن من كان منهم مريضاً أو به أذى من رأسه واضطر إلى حلق شعر رأسه أو لبس ثوب أو تغطية رأس فالواجب بعد أن يفعل ذلك (فدية)وهي واحد من ثلاثة على التخيير: صيام ثلاثة أيام
إو إطعام ستة مساكين لكل مسكين حفنتان من طعام،
أو ذبح شاة.
كما أعلمهم أن من تمتع بالعمرة إلى الحج
(ولم يكن من سكان الحرم)
أن عليه ما استيسر من الهدي شاة أو بقرة أو بعير
فإن لم يجد ذلك صام ثلاثة أيام في الحج من أول شهر الحجة إلى يوم التاسع منه وسبعة أيام إذا رجع إلى بلاده.
وأمرهم بتقواه عز وجل وهي {امتثال أوامره والأخذ بتشريعة} {وحذرهم من إهمال أمره والإِستخفاف بشرعه}
فقال: {واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب }.
ما زال السياق في بيان أحكام الحج والعمرة
فأخبر تعالى أن الحج له أشهر معلومة
وهي :
شوال والعقدة وعشر ليال من الحجة فلا يحرم بالحج إلا فيها.
وأن من أحرم بالحج يجب عليه أن يتجنب
الرفث والفسق والجدال
حتى لا يفسد حجه أو ينقص أجره،
وانتدب الحاج إلى فعل الخير من صدقة وغيرها فقال:
{ وما تفعلوا من خير يعلمه الله } ولازمة أنه يثيب عليه ويجزي به.
وأمر الحجاج أن يتزودوا لسفرهم في الحج بطعام وشراب يكفون به وجوههم عن السؤال
فقال: وتزودّوا،
وأرشدإلى خير الزاد وهو التقوى
ومن التقوى عدم سؤال الناس أموالهم والعبد غير محتاج.
وأمرهم بتقواه عز وجل، أي بالخوف منه حتى لا يعصوه في أمره ونهيه فقال:
{ واتقون يا أولى الألباب } ، والله أحق أن يتقى لأنه الواحد القهار،
ثم أباح لهم التجارة أثناء وجودهم في مكة ومنى .
ثم أمرهم بذكر الله تعالى في مزدلفة بصلاة المغرب والعشاء والصبح فيها وذلك بعد إفاضتهم من عرفة بعد غروب الشمس .
ثم ذكرهم بنعمة هدايته لهم بعد الضلال الذي كانوا فيه
وانتدبهم إلى شكره وذلك بالإِكثار من ذكره
أمرهم بالمساواة في الوقوف بعرفة والإِفاضة منها فليقفوا كلهم بعرفات.
وليفيضوا جميعاً منها .
وأخيراً أمرهم باستغفار الله أي طلب المغفرة منه ووعدهم بالمغفرة بقوله:
{ واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }.
يرشد تعالى المؤمنين إذا فرغوا من مناسكهم بأن رموا جمرة العقبة ونحروا وطافوا طواف الافاضة
واستقروا بمنى للراحة والاستجمام أن يكثروا من ذكر الله تعالى عند رمى الجمرات، وعند الخروج من الصلوات ذكراً مبالغاً في الكثرة منه .
وأن من الناس من يسأل الله تعالى خير الدنيا
وأن من الناس من يسأل الله تعالى خير الدنيا والآخرة وهم المؤمنون الموحدون فيقولون:
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
وهذا متضمن تعليم المؤمنين وإرشادهم إلى هذا الدعاء الجامع والقصد الصالح النافع
فلله الحمد والمنة.
يخبر تعالى أن لأهل الدعاء الصالح وهم المؤمنون الموحدون نصيباً من الأجر على أعمالهم التي كسبوها في الدنيا، وهو تعالى سريع الحساب فيعجل لهم تقديم الثواب وهو الجنة.
يأمر تعالى عبادة الحجاج المؤمنين بذكره تعالى في أيام التشريق :
عند رمي الجمار وبعد الصلوات الخمس قائلين (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) إلى عصر اليوم الثالث في أيام التشريق.
ثم أخبرهم الله تعالى بأنه لا حرج على من تعجل السفر إلى أهله بعد رمي اليوم الثاني،
كما لا حرج على من تأخر فرمى اليوم الثالث فقال تعالى:
{ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } فالأمر على التخيير
وقيد نفي الإثم بتقواه عز وجل
فمن ترك واجباً أو فعل محرماً فإن عليه إثم معصيته ولا يطهره منها إلا التوبة
فنفي الإِثم مقيد بالتعجل وعدمه فقط.
فكان قوله تعالى لمن اتقى قيداً جميلاً، ولذا فليستعدوا لذلك بذكره وشكره والحرص على طاعته.
الآيات ١٩٣ - ٢٠٣
وقوله تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } فهي مقررة لحكم سابقاتها إذ فيها بقتال المشركين الذين قاتلوهم قتالاً يستمر حتى لا يبقى في مكة من يضطهد في دينه ويفتن فيه ويكون الدين كله لله فلا يعبد غيره،
وقوله فإن انتهوا من الشرك بأن أسلموا ووحدوا فكفوا عنهم ولا تقاتلوهم،
إذ لا عدوان إلا على الظالمين وهم بعد إسلامهم ما أصبحوا ظالمين.
الآية في سياق ما قبلها تشجع المؤمنين المعتدى عليها على قتال أعدائهم
وتعلمهم أن من قاتلهم في الشهر الحرام فليقاتلوه في الشهر الحرام،
ومن قاتلهم في الحرم فليقاتلوه في الحرم،
ومن قاتلهم وهم محرمون فليقاتلوه وهو محرم،
وهكذا الحرمات قصاص بينهم ومساواة.
ومن اعتدى عليهم فليعتدوا عليه بمثل اعتدائه عليهم،
وأمرهم بتقواه عز وجل وأعلمهم أنه معهم ما اتقوه بالتسديد والعون والنصر.
و أمرهم بإنفاق المال للجهاد لإِعداد العدة وتسيير السرايا والمقاتلين
ونهاهم أن يتركوا الإِنفاق في سبيل الله الذي هو الجهاد فإنهم متى تركوا الإِنفاق والجهاد كانوا كمن ألقى بيده في الهلاك،
وذلك أن العدو المتربص بهم إذا رآهم قعدوا عن الجهاد غزاهم وقاتلهم وانتصر عليهم فهلكوا.
كما أمرهم بالإِحسان في أعمالهم كافة وإحسان الأعمال إتقانها وتجويدها.
وتنقيتها من الخلل والفساد، ووعدهم إن هم أحسنوا أعمالهم بتأييدهم ونصرهم
فقال تعالى{ وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } ومن أحبه الله أكرمه ونصره وما أهانه ولا خذله.
يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يتموا الحج والعمرة له سبحانه وتعالى
فيأتوا بها على الوجه المطلوب
وأن يريدوا بهما الله تعالى،
ويخبرهم أنهم إذا أحصروا فلم يتمكنوا من إتمامها فالواجب عليهم :
أن يذبحوا أن ينحروا ما تيسر لهم فإذا ذبحوا أو نحروا حلوا من إحرامهم،
وذلك بحلق شعر رؤوسهم أو تقصيره،
كما أعلمهم أن من كان منهم مريضاً أو به أذى من رأسه واضطر إلى حلق شعر رأسه أو لبس ثوب أو تغطية رأس فالواجب بعد أن يفعل ذلك (فدية)وهي واحد من ثلاثة على التخيير: صيام ثلاثة أيام
إو إطعام ستة مساكين لكل مسكين حفنتان من طعام،
أو ذبح شاة.
كما أعلمهم أن من تمتع بالعمرة إلى الحج
(ولم يكن من سكان الحرم)
أن عليه ما استيسر من الهدي شاة أو بقرة أو بعير
فإن لم يجد ذلك صام ثلاثة أيام في الحج من أول شهر الحجة إلى يوم التاسع منه وسبعة أيام إذا رجع إلى بلاده.
وأمرهم بتقواه عز وجل وهي {امتثال أوامره والأخذ بتشريعة} {وحذرهم من إهمال أمره والإِستخفاف بشرعه}
فقال: {واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب }.
ما زال السياق في بيان أحكام الحج والعمرة
فأخبر تعالى أن الحج له أشهر معلومة
وهي :
شوال والعقدة وعشر ليال من الحجة فلا يحرم بالحج إلا فيها.
وأن من أحرم بالحج يجب عليه أن يتجنب
الرفث والفسق والجدال
حتى لا يفسد حجه أو ينقص أجره،
وانتدب الحاج إلى فعل الخير من صدقة وغيرها فقال:
{ وما تفعلوا من خير يعلمه الله } ولازمة أنه يثيب عليه ويجزي به.
وأمر الحجاج أن يتزودوا لسفرهم في الحج بطعام وشراب يكفون به وجوههم عن السؤال
فقال: وتزودّوا،
وأرشدإلى خير الزاد وهو التقوى
ومن التقوى عدم سؤال الناس أموالهم والعبد غير محتاج.
وأمرهم بتقواه عز وجل، أي بالخوف منه حتى لا يعصوه في أمره ونهيه فقال:
{ واتقون يا أولى الألباب } ، والله أحق أن يتقى لأنه الواحد القهار،
ثم أباح لهم التجارة أثناء وجودهم في مكة ومنى .
ثم أمرهم بذكر الله تعالى في مزدلفة بصلاة المغرب والعشاء والصبح فيها وذلك بعد إفاضتهم من عرفة بعد غروب الشمس .
ثم ذكرهم بنعمة هدايته لهم بعد الضلال الذي كانوا فيه
وانتدبهم إلى شكره وذلك بالإِكثار من ذكره
أمرهم بالمساواة في الوقوف بعرفة والإِفاضة منها فليقفوا كلهم بعرفات.
وليفيضوا جميعاً منها .
وأخيراً أمرهم باستغفار الله أي طلب المغفرة منه ووعدهم بالمغفرة بقوله:
{ واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }.
يرشد تعالى المؤمنين إذا فرغوا من مناسكهم بأن رموا جمرة العقبة ونحروا وطافوا طواف الافاضة
واستقروا بمنى للراحة والاستجمام أن يكثروا من ذكر الله تعالى عند رمى الجمرات، وعند الخروج من الصلوات ذكراً مبالغاً في الكثرة منه .
وأن من الناس من يسأل الله تعالى خير الدنيا
وأن من الناس من يسأل الله تعالى خير الدنيا والآخرة وهم المؤمنون الموحدون فيقولون:
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
وهذا متضمن تعليم المؤمنين وإرشادهم إلى هذا الدعاء الجامع والقصد الصالح النافع
فلله الحمد والمنة.
يخبر تعالى أن لأهل الدعاء الصالح وهم المؤمنون الموحدون نصيباً من الأجر على أعمالهم التي كسبوها في الدنيا، وهو تعالى سريع الحساب فيعجل لهم تقديم الثواب وهو الجنة.
يأمر تعالى عبادة الحجاج المؤمنين بذكره تعالى في أيام التشريق :
عند رمي الجمار وبعد الصلوات الخمس قائلين (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) إلى عصر اليوم الثالث في أيام التشريق.
ثم أخبرهم الله تعالى بأنه لا حرج على من تعجل السفر إلى أهله بعد رمي اليوم الثاني،
كما لا حرج على من تأخر فرمى اليوم الثالث فقال تعالى:
{ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } فالأمر على التخيير
وقيد نفي الإثم بتقواه عز وجل
فمن ترك واجباً أو فعل محرماً فإن عليه إثم معصيته ولا يطهره منها إلا التوبة
فنفي الإِثم مقيد بالتعجل وعدمه فقط.
فكان قوله تعالى لمن اتقى قيداً جميلاً، ولذا فليستعدوا لذلك بذكره وشكره والحرص على طاعته.
0 التعليقات :
إرسال تعليق