{ وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَاةٌ يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ }
تفسير السعدي
الآية الكريمة ١٧٩ - ١٨٠
بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال:
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } أي:
تنحقن بذلك الدماء, وتنقمع به الأشقياء, لأن من عرف أنه مقتول إذا قتل, لا يكاد يصدر منه القتل, وإذا رئي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره وانزجر,
فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل, لم يحصل انكفاف الشر, الذي يحصل بالقتل،
وهكذا سائر الحدود الشرعية, فيها من النكاية والانزجار, ما يدل على حكمة الحكيم الغفار،
ونكَّر " الحياة " لإفادة التعظيم والتكثير.
ولما كان هذا الحكم, لا يعرف حقيقته, إلا أهل العقول الكاملة والألباب الثقيلة,
خصهم بالخطاب دون غيرهم،
وهذا يدل على أن الله تعالى, يحب من عباده, أن يعملوا أفكارهم وعقولهم, في تدبر ما في أحكامه من الحكم, والمصالح الدالة على كماله, وكمال حكمته وحمده, وعدله ورحمته الواسعة،
وأن من كان بهذه المثابة, فقد استحق المدح بأنه من ذوي الألباب الذين وجه إليهم الخطاب, وناداهم رب الأرباب, وكفى بذلك فضلا وشرفا لقوم يعقلون.
وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويعظم معاصيه فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين.
و فرض الله عليكم, يا معشر المؤمنين
{ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ } أي:
أسبابه: كالمرض المشرف على الهلاك, وحضور أسباب المهالك،
وكان قد { تَرَكَ خَيْرًا } [أي: مالا]
وهو المال الكثير عرفا: فعليه أن يوصي لوالديه وأقرب الناس إليه بالمعروف, على قدر حاله من غير سرف, ولا اقتصار على الأبعد, دون الأقرب،
بل يرتبهم على القرب والحاجة,
ولهذا أتى فيه بأفعل التفضيل.
وقوله: { حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } دل على وجوب ذلك, لأن الحق هو: الثابت، وقد جعله الله من موجبات التقوى.
واعلم أن جمهور المفسرين يرون أن هذه الآية منسوخة بآية المواريث،
وبعضهم يرى أنها في الوالدين والأقربين غير الوارثين, مع أنه لم يدل على التخصيص بذلك دليل، والأحسن في هذا أن يقال:
إن هذه الوصية للوالدين والأقربين مجملة, ردها الله تعالى إلى العرف الجاري.
ثم إن الله تعالى قدر للوالدين الوارثين وغيرهما من الأقارب الوارثين هذا المعروف في آيات المواريث, بعد أن كان مجملا، وبقي الحكم فيمن لم يرثوا من الوالدين الممنوعين من الإرث وغيرهما ممن حجب بشخص أو وصف,
فإن الإنسان مأمور بالوصية لهؤلاء وهم أحق الناس ببره،
وهذا القول تتفق عليه الأمة, ويحصل به الجمع بين القولين المتقدمين
لأن كلا من القائلين بهما كل منهم لحظ ملحظا, واختلف المورد.
فبهذا الجمع, يحصل الاتفاق, والجمع بين الآيات,
لأنه مهما أمكن الجمع كان أحسن من ادعاء النسخ, الذي لم يدل عليه دليل صحيح.
مفردات من الجزائري
{ القصاص }: المساواة في القتل والجراحات وفي آلة القتل أيضاً.
{ حياة }: إبقاء شامل عميم، إذ من يريد أن يقتل يذكر أنه سيقتل فيترك القتل فيحيا، ويحيا من أراد قتله، ويحيا بحياتهما خلق كثير، وعدد كبير.
{ أولى الألباب }: أصحاب العقول الراجحة، واحد الألباب: لبٌّ وهو في الانسان العقل.
{ لعلكم تتقون }: ليعدكم بهذا التشريع الحكيم لاتقاء ما يضر ولا يسر في الدنيا والآخرة.
{ كُتِبَ }: فرض وأُثبِتَ.
{ خيراً }: مالاً نقداً أو عرضاً أو عقاراً.
{ الوصية }: الوصية ما يوصى به من مال وغيره.
{ المعروف }: ما تعارف عليه الناس كثيرا أو قليلاً بحيث لا يزيد عل الثلث.
أيسر التفاسير للجزائري
الآية الكريمة ١٧٩ - ١٨٠
أخبر تعالى:
أن في القصاص الذي شرع لنا وكتبه علينا مع التخفيف حياةٌ عظيمةً لما فيه من الكف عن إزهاق الأرواح وسفك الدماء
فقال تعالى: { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون }.
بمناسبة ذكر آية القصاص وفيها أن القاتل عرضة للقتل والمفروض فيه أن يوصي في ماله قبل قتله،
ذكر تعالى آية الوصية فقال تعالى:
كتب عليكم أيها المسلمون إذا حضر أحدكم الموت إن ترك مالاً الوصية أي :
الإِيصاء للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين
ثم نسخ الله تعالى هذا الحكم بآية المواريث، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" فلا وصية لوارث "
ونسخ الوجوب وبقي الاستحباب ولكن لغير الوالدين والأقربين الوارثين
إلا أن يجيز ذلك الورثة وأن تكون الوصية ثلثاً فأقل
فإن زادت وأجازها الورثة جازت لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الدار قطني ((لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يشاء الورثة))
ودليل استحباب الوصية حديث سعد رضي الله عنه في الصحيح حيث أذن له الرسول في الوصية بالثلث،
وقد تكون الوصية واجبة على المسلم وذلك إن ترك ديوناً لازمة، وحقوقا واجبة في ذمته
فيجب أن يوصي بقضائها واقتضائها بعد موته لحديث ابن عمر في الصحيح
" ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده "
الآية الكريمة ١٧٩ - ١٨٠
أخبر تعالى:
أن في القصاص الذي شرع لنا وكتبه علينا مع التخفيف حياةٌ عظيمةً لما فيه من الكف عن إزهاق الأرواح وسفك الدماء
فقال تعالى: { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون }.
بمناسبة ذكر آية القصاص وفيها أن القاتل عرضة للقتل والمفروض فيه أن يوصي في ماله قبل قتله،
ذكر تعالى آية الوصية فقال تعالى:
كتب عليكم أيها المسلمون إذا حضر أحدكم الموت إن ترك مالاً الوصية أي :
الإِيصاء للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين
ثم نسخ الله تعالى هذا الحكم بآية المواريث، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" فلا وصية لوارث "
ونسخ الوجوب وبقي الاستحباب ولكن لغير الوالدين والأقربين الوارثين
إلا أن يجيز ذلك الورثة وأن تكون الوصية ثلثاً فأقل
فإن زادت وأجازها الورثة جازت لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الدار قطني ((لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يشاء الورثة))
ودليل استحباب الوصية حديث سعد رضي الله عنه في الصحيح حيث أذن له الرسول في الوصية بالثلث،
وقد تكون الوصية واجبة على المسلم وذلك إن ترك ديوناً لازمة، وحقوقا واجبة في ذمته
فيجب أن يوصي بقضائها واقتضائها بعد موته لحديث ابن عمر في الصحيح
" ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده "
هداية الآيات للجزائري
- بلاغة القرآن الكريم، إذ كان حكماء العرب في الجاهلية يقولون: القتل أنفى للقتل، فقال: القرآن: { ولكم في القصاص حياة }. فلم يذكر لفظ القتل بالمرة فنفاه لفظاً وواقعاً.
- نسخ الوصية للوارثين مطلقاً إلا بإجازة الورثة.
- استحباب الوصية بالمال لمن ترك مالاً كثيراً يوصي به فيوجوه البر والخير.
- تأكد الوصيّة حضرالموت أو لم يحضر لمن له أو عليه حقوق خشية أن يموت فتضيع الحقوق فيأثم بإضاعتها.
وقفات قرآنية
من آيات القصاص
فقط
وقفة مع (ولكم في القصاص حياة )
وقواعد من ( كتب عليكم القصاص )
فضيلة الشيخ د.عمر بن عبدالله المقبل
برنامج وقفات مع قواعد قرآنية
من إذاعة القرآن...
ويعرض على قناة ابن عثيمين رحمه الله.
وتم إصداره في كتاب خمسين وقفة قرآنية
http://www.youtube.com/watch?v=YQEg2gDZNRA&feature=youtube_gdata_player
من آيات القصاص
فقط
وقفة مع (ولكم في القصاص حياة )
وقواعد من ( كتب عليكم القصاص )
فضيلة الشيخ د.عمر بن عبدالله المقبل
برنامج وقفات مع قواعد قرآنية
من إذاعة القرآن...
ويعرض على قناة ابن عثيمين رحمه الله.
وتم إصداره في كتاب خمسين وقفة قرآنية
http://www.youtube.com/watch?v=YQEg2gDZNRA&feature=youtube_gdata_player
(القصاص حياة )
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بصفر
ورده عن شبهة (القصاص عنف )
المقطع الأول :
http://www.youtube.com/watch?v=cfFVDoIozCg&feature=youtube_gdata_player
المقطع الثاني :
http://www.youtube.com/watch?v=sY8keg7I9RQ&feature=youtube_gdata_playe
(ولكم في القصاص حياة )
لماذا ( حياة ) نكرة ؟
وقفة لمدة دقيقة
الدكتور عويض العطوي
http://www.youtube.com/watch?v=ob74akKCaPA&feature=youtube_gdata_player
لمن شاءت التزود ( غير إلزامي )
شرح الآية، وفوائد منها:
د. عبد الحي يوسف:
http://www.youtube.com/watch?v=DRiF85j0jSY&feature=youtube_gdata_pla
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بصفر
ورده عن شبهة (القصاص عنف )
المقطع الأول :
http://www.youtube.com/watch?v=cfFVDoIozCg&feature=youtube_gdata_player
المقطع الثاني :
http://www.youtube.com/watch?v=sY8keg7I9RQ&feature=youtube_gdata_playe
(ولكم في القصاص حياة )
لماذا ( حياة ) نكرة ؟
وقفة لمدة دقيقة
الدكتور عويض العطوي
http://www.youtube.com/watch?v=ob74akKCaPA&feature=youtube_gdata_player
لمن شاءت التزود ( غير إلزامي )
شرح الآية، وفوائد منها:
د. عبد الحي يوسف:
http://www.youtube.com/watch?v=DRiF85j0jSY&feature=youtube_gdata_pla
0 التعليقات :
إرسال تعليق