ملخص ايسر التفاسير للجزائري
الآيات ١٦٤ - ١٧٣
سبب نزول
لما سمع بعض المشركين تقرير هذه الحقيقة:
وإلهكم إله واحد قالوا هل من دليل
-يريدون على أنه لا إله إلا الله-
فأنزل الله تعالى هذه الآية:
{ إن في خلق السموات والأرض } إلى قوله { يعقلون }
مشتملة على ستّ آيات كونية:
الأولى: خلق السموات والأرض وهو خلق عظيم لا يتأتي للقادر الذي لا يعجزه شىء.
الثانية: اختلاف الليل والنهار بتعاقبهما وطول هذا وقصر ذاك.
الثالثة: جريان الفلك -السفن- في البحر على ضخامتها وكبرها وهي تحمل مئات الأطنان من الأرزاق وما ينتفع به الناس في حياتهم.
الرابعة: إنزاله تعالى المطر من السماء لحياة الأرض بالنباتات والزروع بعد جدبها وموتها.
الخامسة: تصريف الرياح حارة وباردة ملقحة وغير ملقحة، شرقية وغربية وشمالية وجنوبية بحسب حاجة الناس وما تطلبه حياتهم.
السادسة: السحاب المسخر بين السماء والأرض تكوينه وسوقه من بلد إلى آخر ليمطر هنا ولا يمطر هناك حسب إرادة العزيز الحكيم.
ففي هذه الآيات الست أكبر برهان وأقوى دليل على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وهو لذلك رب العالمين وإله الأولين والآخرين ولا رب غيره ولا إله سواه.
إلا أن اللبيب يجد هذه الأدلة ويراها ماثلة في الآيات المذكورة هو العاقل أما من لا عقل له لأنه عطل عقله فلم يستعمله في التفكير والفهم والإِدراك، واستعمل بدل العقل الهوى فإنه أعمى لا يبصر شيئاً وأصم لا يسمع شيئاً، وأحمق لا يعقل شيئاً،
والعياذ بالله تعالى.
أخبر تعالى أنه مع هذا البيان والوضوح بوحدانيته أنه يوجد ناس يتخذون من دون الله آلهة أصناماً ورؤساء يحبونهم كحبهم لله تعالى أي يسوون بين حبهم وحب الله تعالى،
والمؤمنون أشد منهم حباً لله تعالى،
كما أخبر تعالى أنه لو يرى لمشركون عند معاينتهم العذاب يوم القيامة لرأوا أمراً فظيعاً يعجز الوصف عنه،
ولعلموا أن القوة لله وأن الله شديد العذاب
إذ تبرأ المتبعون وهم الرؤساء الظلمة دعاة الشرك والضلالة من متبوعيهم الجهلة المقلّدين
وعاينوا العذاب أمامهم وتقطعت تلك الروابط التي كانت تربط بينهم.
وتمنى التابعون العودة إلى الحياة الدنيا لينتقموا من رؤسائهم في الضلالة فيتبرءوا منهم في الدنيا كما تبرءوا هم منهم في الآخرة،
وكما أراهم الله تعالى العذاب فعاينوه،
يريهم أعمالهم القبيحة من الشرك والمعاصي فتعظم حسرتهم ويشتد كربهم
ويدخلون بها النار فلا يخرجون منها أبداً.
ونادى الرب ذو الرحمة الواسعة البشرية جمعاء { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض }
وهو عطاؤه وإفضاله، حلالاً طيباً حيث أذن لهم فيه،
وأما ما لم يأذن لهم فيه فإنه لا خير لهم في أكله لما فيه من الأذى لأبدانهم وأرواحهم معاً،
ثم نهاهم عن اتباع آثار عدوه وعدوهم فإنهم إن اتبعوا خطواته قادهم إلى حيث شقاؤهم وهلاكهم.
أعلمهم وهو ربهم أن الشيطان لا يأمرهم إلا بما يضر أبدانهم وأرواحهم
السوء: وهو كل ما يسوء النفس
والفحشاء: وهي أقبح الأفعال وأردى الأخلاق
وأفظع من ذلك أن يأمرهم بأن يكذبوا على الله فيقولوا عليه مالا يعلمون فيحرمون ويحللون ويشرعون باسم الله،
والله في ذلك برىء وهذه قاصمة الظهر والعياذ بالله تعالى.
وقال لهم رسول الله: اتبعوا ما أنزل الله قالوا: لا، بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، يا سبحان الله يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم ولو كان باطلاً، وضلالاً.
أيقلدون أباءهم ولو كان آباؤهم :
لا يعقلون شيئاً من أمور الشرع والدين،
ولا يهتدون إلى ما فيه الصلاح والخير...
جاءت هذه الآية بصورة عجيبة ومثل غريب للذين يعطلون قواهم العقلية ويكتفون بالتبعية في كل شيء حتى أصبحوا كالشياه من الغنم يسوقها راعيها حيث شاء .
فقال تعالى: { ومثل الذين كفروا } في جمودهم وتقليد آبائهم في الشرك والضلال
كمثل غَنَم ينعق بها راعيها الأمين عليها فهو إذا صاح فيها دعياً لها أو منادياً لها سمعت الصوت وأجابت ولكن لا تدري لماذا دعيت ولا لماذا نوديت لفقدها العقل.
يا أيها الذين آمنوا بالله رباً وإلهاً وبالإِسلام ديناً وبمحمد رسولاً
كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله ربكم ما أنعم به عليكم من حلال اللحوم
إنه تعالى لم يحرم عليكم إلا أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغيره تعالى.
حُـكم :
ومع هذا من ألجأته الضرورة فخاف على نفسه الهلاك فأكل فلا إثم عليه على شرط أن لا يكون في سفره باغياً على المسلمين ولا عاديا بقطع الطريق عليهم وذلك لأن الله غفور لأوليائه التائبين إليه رحيم بهم لا يتركهم في ضيق ولا حرج.
الآيات ١٦٤ - ١٧٣
سبب نزول
لما سمع بعض المشركين تقرير هذه الحقيقة:
وإلهكم إله واحد قالوا هل من دليل
-يريدون على أنه لا إله إلا الله-
فأنزل الله تعالى هذه الآية:
{ إن في خلق السموات والأرض } إلى قوله { يعقلون }
مشتملة على ستّ آيات كونية:
الأولى: خلق السموات والأرض وهو خلق عظيم لا يتأتي للقادر الذي لا يعجزه شىء.
الثانية: اختلاف الليل والنهار بتعاقبهما وطول هذا وقصر ذاك.
الثالثة: جريان الفلك -السفن- في البحر على ضخامتها وكبرها وهي تحمل مئات الأطنان من الأرزاق وما ينتفع به الناس في حياتهم.
الرابعة: إنزاله تعالى المطر من السماء لحياة الأرض بالنباتات والزروع بعد جدبها وموتها.
الخامسة: تصريف الرياح حارة وباردة ملقحة وغير ملقحة، شرقية وغربية وشمالية وجنوبية بحسب حاجة الناس وما تطلبه حياتهم.
السادسة: السحاب المسخر بين السماء والأرض تكوينه وسوقه من بلد إلى آخر ليمطر هنا ولا يمطر هناك حسب إرادة العزيز الحكيم.
ففي هذه الآيات الست أكبر برهان وأقوى دليل على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وهو لذلك رب العالمين وإله الأولين والآخرين ولا رب غيره ولا إله سواه.
إلا أن اللبيب يجد هذه الأدلة ويراها ماثلة في الآيات المذكورة هو العاقل أما من لا عقل له لأنه عطل عقله فلم يستعمله في التفكير والفهم والإِدراك، واستعمل بدل العقل الهوى فإنه أعمى لا يبصر شيئاً وأصم لا يسمع شيئاً، وأحمق لا يعقل شيئاً،
والعياذ بالله تعالى.
أخبر تعالى أنه مع هذا البيان والوضوح بوحدانيته أنه يوجد ناس يتخذون من دون الله آلهة أصناماً ورؤساء يحبونهم كحبهم لله تعالى أي يسوون بين حبهم وحب الله تعالى،
والمؤمنون أشد منهم حباً لله تعالى،
كما أخبر تعالى أنه لو يرى لمشركون عند معاينتهم العذاب يوم القيامة لرأوا أمراً فظيعاً يعجز الوصف عنه،
ولعلموا أن القوة لله وأن الله شديد العذاب
إذ تبرأ المتبعون وهم الرؤساء الظلمة دعاة الشرك والضلالة من متبوعيهم الجهلة المقلّدين
وعاينوا العذاب أمامهم وتقطعت تلك الروابط التي كانت تربط بينهم.
وتمنى التابعون العودة إلى الحياة الدنيا لينتقموا من رؤسائهم في الضلالة فيتبرءوا منهم في الدنيا كما تبرءوا هم منهم في الآخرة،
وكما أراهم الله تعالى العذاب فعاينوه،
يريهم أعمالهم القبيحة من الشرك والمعاصي فتعظم حسرتهم ويشتد كربهم
ويدخلون بها النار فلا يخرجون منها أبداً.
ونادى الرب ذو الرحمة الواسعة البشرية جمعاء { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض }
وهو عطاؤه وإفضاله، حلالاً طيباً حيث أذن لهم فيه،
وأما ما لم يأذن لهم فيه فإنه لا خير لهم في أكله لما فيه من الأذى لأبدانهم وأرواحهم معاً،
ثم نهاهم عن اتباع آثار عدوه وعدوهم فإنهم إن اتبعوا خطواته قادهم إلى حيث شقاؤهم وهلاكهم.
أعلمهم وهو ربهم أن الشيطان لا يأمرهم إلا بما يضر أبدانهم وأرواحهم
السوء: وهو كل ما يسوء النفس
والفحشاء: وهي أقبح الأفعال وأردى الأخلاق
وأفظع من ذلك أن يأمرهم بأن يكذبوا على الله فيقولوا عليه مالا يعلمون فيحرمون ويحللون ويشرعون باسم الله،
والله في ذلك برىء وهذه قاصمة الظهر والعياذ بالله تعالى.
وقال لهم رسول الله: اتبعوا ما أنزل الله قالوا: لا، بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، يا سبحان الله يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم ولو كان باطلاً، وضلالاً.
أيقلدون أباءهم ولو كان آباؤهم :
لا يعقلون شيئاً من أمور الشرع والدين،
ولا يهتدون إلى ما فيه الصلاح والخير...
جاءت هذه الآية بصورة عجيبة ومثل غريب للذين يعطلون قواهم العقلية ويكتفون بالتبعية في كل شيء حتى أصبحوا كالشياه من الغنم يسوقها راعيها حيث شاء .
فقال تعالى: { ومثل الذين كفروا } في جمودهم وتقليد آبائهم في الشرك والضلال
كمثل غَنَم ينعق بها راعيها الأمين عليها فهو إذا صاح فيها دعياً لها أو منادياً لها سمعت الصوت وأجابت ولكن لا تدري لماذا دعيت ولا لماذا نوديت لفقدها العقل.
يا أيها الذين آمنوا بالله رباً وإلهاً وبالإِسلام ديناً وبمحمد رسولاً
كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله ربكم ما أنعم به عليكم من حلال اللحوم
إنه تعالى لم يحرم عليكم إلا أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغيره تعالى.
حُـكم :
ومع هذا من ألجأته الضرورة فخاف على نفسه الهلاك فأكل فلا إثم عليه على شرط أن لا يكون في سفره باغياً على المسلمين ولا عاديا بقطع الطريق عليهم وذلك لأن الله غفور لأوليائه التائبين إليه رحيم بهم لا يتركهم في ضيق ولا حرج.
0 التعليقات :
إرسال تعليق