تفسير السعدي
الآيتين ٢٠٦ - ٢٠٧
ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله, إذا أمر بتقوى الله تكبر وأنف،
و { أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ }
فيجمع بين العمل بالمعاصي والكبر على الناصحين.
{ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ } التي هي دار العاصين والمتكبرين،
{ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } أي: المستقر والمسكن, عذاب دائم, وهم لا ينقطع, ويأس مستمر, لا يخفف عنهم العذاب, ولا يرجون الثواب, جزاء لجناياتهم ومقابلة لأعمالهم، فعياذا بالله من أحوالهم.
الصنف الثاني :
هؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم وأرخصوها وبذلوها طلبا لمرضاة الله ورجاء لثوابه،
فهم بذلوا الثمن للمليء الوفي الرءوف بالعباد، الذي من رأفته ورحمته أن وفقهم لذلك،
وقد وعد الوفاء بذلك، فقال:
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } إلى آخر الآية.
وفي هذه الآية أخبر أنهم اشتروا أنفسهم وبذلوها، وأخبر برأفته الموجبة لتحصيل ما طلبوا، وبذل ما به رغبوا،
فلا تسأل بعد هذا عن ما يحصل لهم من الكريم، وما ينالهم من الفوز والتكريم.
{ شرح الكلمات للجزائري }
{ أخذته العزة بالاثم }: أخذته الحميّة والأنف بذنوبه فهو لا يتقي الله.
{ يشري نفسه }: يبيع نفسه لله تعالى بالجهاد في سبيله بنفسه وماله.
تفسير الجزائري
الآيات ٢٠٦ - ٢٠٧
أخبر تعالى أن هذا المنافق إذا أمر بمعروف أو نهي عن منكر فقيل له :
((اتق الله لا تفعل كذا او اترك كذا))
تأخذه الأنفة والحمية بسبب ذنوبه التي هو متلبس بها فلا يتقي الله ولا يتوب إليه
فيكفيه جزاء على نفاقه وشره وفساده جهنم يمتهدها فراشا ولا يبرح منها أبداً ولبئس المهاد جهنم.
كما يخبر تعالى عن المؤمن الصادق
فيقول: من الناس رجل مؤمن صادق الإِيمان باع نفسه وماله لله تعالى طلبا لمرضاته والحياة في جواره في الجنة دار السلام
فقال تعالى { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة لاله والله رؤوف بالعباد }
رحيم بهم.
سبب نزول
قيل أن الرجل المنافق الذي تضمنت الحديث عنه الآيات الثلاثة الأولى هو :
الأخنس بن شريق،
وأن الرجل المؤمن الذي تضمنت الحديث عنه الآية الرابعة (207) هو صهيب بن سنان الرومي أبو يحيى إذ المشركون لما علموا به أنه سيهاجر إلى المدينة ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه قالوا لن تذهب بنفسك ومالك لمحمد فلن نسمح لك بالهجرة إلا إذا أعطيتنا مالك كله فاعطاهم كل ما يملك وهاجر فلما وصل المدينة ورآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ربح البيع أبا يحيى ربح البيع ".
والآيات وإن نزلت في شأن الأخنس وصهيب فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فالأخنس مثل سوء لكل من يتصف بصفاته،
وصهيب مثل الخير والكمال لكل من يتصف بصفاته.
هداية الآيات للجزائري
- إذا قيل للمؤمن اتقي الله يجب عليه أن لا يغضب أو يكره من أمره بالتقوى بل عليه أن يعترف بذنبه ويستغفر الله تعالى ويقلع عن المعصية فورا.
- الترغيب في الجهاد بالنفس والمال وجواز أن يخرج المسلم من كل ماله في سبيل الله تعالى ولا يعد ذلك اسرافاً ولا تبذيراً إذ الإِسراف والتبذير في الإِنفاق في المعاصي والذنوب..
- إذا قيل للمؤمن اتقي الله يجب عليه أن لا يغضب أو يكره من أمره بالتقوى بل عليه أن يعترف بذنبه ويستغفر الله تعالى ويقلع عن المعصية فورا.
- الترغيب في الجهاد بالنفس والمال وجواز أن يخرج المسلم من كل ماله في سبيل الله تعالى ولا يعد ذلك اسرافاً ولا تبذيراً إذ الإِسراف والتبذير في الإِنفاق في المعاصي والذنوب..
0 التعليقات :
إرسال تعليق